-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
الاتفاق خلال أسبوعين: تقدم جزئي بمفاوضات الدوحة وسط تعنت إسرائيلي
الاتفاق خلال أسبوعين: تقدم جزئي بمفاوضات الدوحة وسط تعنت إسرائيلي
-
10 يوليو 2025, 12:15:11 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
في وقت تتواصل فيه جلسات التفاوض غير المباشرة بين وفدي حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة، كشف مسؤول إسرائيلي رفيع لوكالة "رويترز"، الخميس، عن إمكانية التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في غزة خلال أسبوع أو أسبوعين، مشيراً إلى إحراز بعض التقدم في البنود قيد التفاوض، رغم بقاء ملفات مركزية عالقة ومثيرة للخلاف.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن حكومته بصدد عرض وقف مؤقت لإطلاق النار، لكنه عاد ليربط ذلك بشروط ميدانية أبرزها نزع سلاح المقاومة، وقال إن "إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية إذا لم تضع حماس سلاحها"، في تأكيد جديد على غياب النية الإسرائيلية للتوصل إلى تهدئة شاملة أو تسوية سياسية تنهي العدوان.
سبع جولات تفاوضية معقدة
مصادر مطلعة على المفاوضات وصفت الجولات التي بدأت مساء الأحد واستمرت حتى الخميس، بأنها "صعبة ومعقدة"، لكنها أحرزت تقدماً "بين طفيف وملحوظ" في عدد من القضايا الرئيسية، على رأسها قضية الأسرى، وآليات إيصال المساعدات، والترتيبات العسكرية الخاصة بانسحاب قوات الاحتلال من القطاع المدمر.
وأكدت المصادر، بحسب ما نقلته قناة "الشرق"، أنه جرى التفاهم على تنفيذ صفقة تبادل تشمل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء على دفعتين، إضافة إلى عدد من الجثث، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين بينهم أصحاب محكوميات عالية ومؤبدات، على أن يُستكمل النقاش لاحقاً بشأن العدد النهائي والأسماء.
المساعدات الدولية تحت الضغط
من أبرز الملفات التي شهدت انفراجة نسبية، ملف المساعدات الإنسانية، بعد تدخل أمريكي مباشر أسفر عن تفاهم مبدئي يتيح دخول المساعدات عبر منظمات الأمم المتحدة ووكالة الأونروا وغيرها من المؤسسات الدولية، وليس فقط عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً، والتي لطالما اعتُبرت أداة ضغط لابتزاز سكان القطاع.
مصادر أشارت إلى أن هذا التقدم جاء عقب اجتماع عقده مسؤولون قطريون مع نظرائهم الأمريكيين في واشنطن، في مسعى لفتح مسارات أكثر مصداقية لإغاثة المدنيين، بعيداً عن الآليات المنحازة التي فرضتها تل أبيب منذ بدء الحرب، بحسب قناة الشرق السعودية.
حماس: لا ضمانات حقيقية
رغم هذه التطورات، حذرت حركة حماس من أن المقترحات الإسرائيلية الحالية لا تمثل اختراقاً حقيقياً، حيث أكد باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة، أن "الوفد الإسرائيلي لا يزال يصر على الإبقاء على آلية المساعدات القائمة، والتي تحوّلت إلى مصائد موت لشعبنا"، مضيفاً أن الاحتلال "لا يقدم أي ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب".
وأوضح نعيم أن العروض المطروحة حتى الآن تهدف إلى تأبيد الاحتلال وتقسيم غزة إلى مناطق معزولة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، في سيناريو شبيه بمعسكرات الاعتقال النازية، على حد وصفه. وأكد أن تل أبيب ترفض حتى اللحظة الانسحاب من رفح، وتصر على السيطرة على محور موراج ومواقع عسكرية أعادت احتلالها بعد 2 مارس 2025، إثر انهيار الهدنة الهشة التي استمرت شهرين.
الحركة: لن نعطي ما عجزوا عنه بالحرب
نعيم شدد على أن حماس تسعى منذ بدء جولة التفاوض في الدوحة إلى التوصل لاتفاق حقيقي يوقف العدوان ويُنهي الحرب، لكنه أضاف أن ما فشل فيه بنيامين نتنياهو خلال 22 شهراً من المجازر والتجويع، "لن يحصل عليه على طاولة المفاوضات"، مؤكداً أن المقاومة لن تسمح بتحويل الاتفاق إلى غطاء سياسي لاستمرار الاحتلال تحت مسميات إنسانية أو أمنية.
وفي بيان صحفي، أعلنت حركة حماس مساء الأربعاء موافقتها على إطلاق سراح 10 محتجزين في إطار صفقة التبادل، لكنها شددت في المقابل على أن الملفات الجوهرية لا تزال قيد التفاوض، وعلى رأسها الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من أراضي القطاع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار.
ضغوط أمريكية متزايدة
في موازاة ما يجري في الدوحة، كشفت مصادر لموقع "أكسيوس" الأمريكي أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وقطريين عقدوا اجتماعاً سرياً في البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، في محاولة لتجاوز "العقبة الأخيرة" أمام إبرام اتفاق نهائي.
وأوضح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن ثلاثاً من أصل أربع نقاط خلافية تم حلها في الأيام الماضية، بينما لا تزال الخلافات قائمة بشأن الخطوط التي ستنسحب إليها قوات الاحتلال خلال فترة الهدنة التي يُتوقع أن تمتد 60 يوماً. اللقاء، بحسب المصدرين، كان متوتراً لكنه أحرز "تقدماً ملموساً" في هذا الملف الشائك.
إسرائيل تتحدث عن جدية
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر صرّح الأربعاء، من العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، بأن حكومته "جادة في السعي لوقف إطلاق النار في غزة"، مضيفاً أن هذا الهدف "قابل للتحقيق". وقال إنه في حال التوصل إلى وقف مؤقت، فإن إسرائيل ستبدأ مفاوضات مباشرة بشأن وقف دائم لإطلاق النار، في إطار المساعي الدولية المتصاعدة لإنهاء الحرب.
لكن الموقف الإسرائيلي، كما يعكسه مسؤولوها في المفاوضات، لا يزال يربط التهدئة بشروط ميدانية وعسكرية صارمة، على رأسها نزع سلاح المقاومة، والإبقاء على الانتشار العسكري في مناطق عدة من القطاع، وهو ما تعتبره حركة حماس محاولة لتكريس واقع الاحتلال بأدوات دبلوماسية، وفرض تهدئة مقابل استسلام.









