تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

أعلنت الأمم المتحدة، عبر منظماتها المختصة، أن قطاع غزة يشهد مجاعة كارثية غير مسبوقة، تُعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط والخامسة في التاريخ الحديث. وأكد التقرير الصادر عن فريق تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل (IPC) أن أكثر من نصف مليون إنسان يواجهون خطر الموت جوعًا، وأن القطاع يعيش في المرحلتين الرابعة والخامسة من تصنيف المجاعة، أي الجوع الحاد والجوع الكارثي.

"حشد": الاحتلال يمارس سياسة إبادة جماعية عبر التجويع

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" عبّرت عن بالغ قلقها إزاء هذا الإعلان المتأخر، مؤكدة أن المجاعة في غزة ليست نتيجة طبيعية، بل تتويج لسياسة ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضمن حرب إبادة جماعية مستمرة منذ أكتوبر 2023. وأشارت الهيئة إلى أن أكثر من 271 شخصًا، بينهم 112 طفلًا، قضوا بسبب الجوع، فيما يعاني 290 ألف طفل و55 ألف امرأة حامل من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم.

الكيان الصهيوني يواصل الحصار ويمنع دخول المساعدات

رغم التحذيرات الأممية، يواصل الكيان الصهيوني فرض الحصار على غزة، وإغلاق المعابر، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى عسكرة المساعدات ونشر الفوضى وتسليح عصابات تنهب الغذاء وتمنع وصوله إلى السكان. كما تسعى سلطات الاحتلال إلى استبدال وكالة الأونروا بمؤسسة "غزة الإنسانية" الأمريكية–الإسرائيلية، التي تسببت في سقوط ضحايا أمام نقاط التوزيع الأربعة التابعة لها.

انهيار المنظومة الصحية وسط العدوان المتواصل

الهيئة "حشد" أكدت أن المنظومة الصحية في غزة تعمل بأقل من ربع طاقتها، في ظل نقص حاد في الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية، ما أدى إلى تفاقم حالات الجرحى والمرضى. ولم تدخل إلى القطاع سوى 2000 شاحنة مساعدات خلال 25 يومًا، أي أقل من 15% من الاحتياجات الإنسانية، ما يعكس حجم الكارثة التي يعيشها السكان.

دعوة للمحاسبة وفرض العقوبات على دولة الاحتلال

طالبت "حشد" المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الثالثة الموقعة على اتفاقيات جنيف باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان والمجاعة، وفتح المعابر دون قيود، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين. كما دعت إلى فرض العقوبات على دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبة قادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية، وتفعيل قرار "الاتحاد من أجل السلام" لتشكيل قوة حماية دولية تنهي الاحتلال وتحمي الأمن والسلم الإقليمي والدولي.