الاقتحامات الأخيرة للمسجد الأقصى

الأردن تدين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وحذر من عواقب الانتهاكات الإسرائيلية

profile
  • clock 25 أغسطس 2025, 6:08:00 م
  • eye 414
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
وزارة الخارجية الأردنية

محمد خميس

أدانت وزارة الخارجية الأردنية "بأشد العبارات" الاقتحامات والانتهاكات المتواصلة التي يقوم بها المستوطنون والمتطرفون للمسجد الأقصى، وقيامهم بممارسات استفزازية داخل الحرم القدسي الشريف، من ضمنها النفخ في البوق (الشوفار)، وذلك تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. واعتبرت الوزارة هذه الأفعال انتهاكًا صارخًا للوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، وتدنيسًا لحرمته، وتصعيدًا استفزازيًا غير مقبول.

وجاء في بيان الوزارة اليوم الاثنين أن هذه الانتهاكات تمثل تحديًا خطيرًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتشكل تهديدًا لاستقرار وأمن المنطقة. كما أكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة، أن استمرار هذه الممارسات بالصورة الممنهجة التي يقوم بها المتطرفون وبموافقة وتسهيل من سلطات الاحتلال في القدس، يشير إلى محاولات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فرض واقع جديد بالقوة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة.

موقف الأردن تجاه المسجد الأقصى

وشدّد القضاة على أنه "لا سيادة لإسرائيل على المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف"، مؤكدًا رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لمواصلة الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين المتطرفين وبعض المسؤولين الإسرائيليين، معتبرًا ذلك خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، ومحاولة لفرض وقائع بالقوة على المقدسات.

كما أعاد القضاة التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون المسجد وتنظيم الدخول إليه.

وأكدت الوزارة أن أي تدخلات أو اقتحامات من قبل الاحتلال أو المستوطنين تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، وهو ما يعد تهديدًا مباشرًا لحقوق المسلمين في العبادة وللهوية الدينية والتاريخية للقدس.

الاقتحامات الأخيرة للمسجد الأقصى

يشير التقرير الصادر عن السلطات الأردنية إلى أن 622 مستوطناً اقتحموا باحات المسجد الأقصى اليوم الاثنين من جهة "باب المغاربة" تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال. وجرى الاقتحام على شكل مجموعات متتالية، أدى خلالها المستوطنون صلوات ورقصات استفزازية، وسط تضييقات على دخول المصلين الفلسطينيين للمسجد.

وقد اعتبرت محافظة القدس في السلطة الفلسطينية أن النفخ ببوق "الشوفار" داخل المسجد الأقصى لم يعد مجرد طقس ديني عابر، بل أصبح أحد أخطر أدوات الاحتلال لفرض سيادته المزعومة وتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأقصى.

وتأتي هذه الانتهاكات في وقت يشهد فيه المسجد الأقصى تزايداً في الاقتحامات من قبل المستوطنين المتطرفين، في تصعيد مستمر يهدف إلى تهويد المدينة وفرض وقائع جديدة على الأرض.

التحذيرات من الانتهاكات المستمرة

حذّرت وزارة الخارجية الأردنية من عواقب استمرار هذه الانتهاكات الممنهجة، مؤكدة أن مثل هذه الممارسات لا تضر فقط بالمسلمين في القدس، بل تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي واستقرار المنطقة بأسرها.

كما شددت الوزارة على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لوضع حد لهذه التجاوزات، وحماية الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، وضمان حقوق المسلمين في العبادة بحرية وأمان.

ويشير مسؤولون أردنيون إلى أن تواطؤ سلطات الاحتلال مع المستوطنين المتطرفين يعكس محاولات إسرائيلية لتغيير معالم المدينة القديمة والقدس الشرقية، وفرض واقع جديد يخالف القانون الدولي.

أهمية المسجد الأقصى ودوره الديني والتاريخي

يعتبر المسجد الأقصى المبارك أحد أهم المقدسات الإسلامية في العالم، وهو مرتبط بتاريخ طويل من العبادة الإسلامية منذ الفتح الإسلامي للقدس. كما يمثل رمزًا للوحدة الإسلامية والهوية الوطنية الفلسطينية، ما يجعل أي انتهاك أو اقتحام له قضية حساسة تؤثر على الأمن الروحي والسياسي في المنطقة.

وبالتالي، فإن استمرار الاقتحامات والانتهاكات يثير غضبًا واسعًا بين المسلمين في فلسطين وخارجها، ويزيد من حدة التوتر والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

دعوة لحماية الأقصى

تدعو وزارة الخارجية الأردنية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والدولية إلى التحرك الفوري لوضع حد للاقتحامات والانتهاكات المستمرة، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، ورفض أي محاولة لتغيير الحقائق الدينية والتاريخية بالقوة.

كما أكدت الوزارة على ضرورة احترام حرمة المسجد الأقصى وحرمة الحرم القدسي الشريف، ووقف جميع الممارسات الاستفزازية التي تستهدف العبادة والأمن الروحي للفلسطينيين.

تشكل الاقتحامات والانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والاستقرار في القدس وفلسطين. وتؤكد وزارة الخارجية الأردنية، من خلال بياناتها وتصريحات مسؤوليها، على ضرورة التصدي لهذه الممارسات، وحماية حقوق المسلمين في القدس، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى بالكامل.

كما تبقى هذه الأحداث مؤشرًا واضحًا على تصعيد التوتر في القدس، واستمرار محاولات الاحتلال فرض سيادته على المقدسات الإسلامية بالقوة، ما يستدعي موقفًا دوليًا حازمًا لحماية الأماكن المقدسة وضمان حق العبادة بحرية وأمان.

التعليقات (0)