تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تطوّر جديد يكشف حجم الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بالتعاون مع نادي الأسير الفلسطيني عن استشهاد الأسير صايل رجب أبو نصر، البالغ من العمر 60 عامًا، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. ويُعدّ أبو نصر الشهيد رقم 75 من بين الأسرى الفلسطينيين الذين ارتقوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

سياسة التكتّم الإسرائيلي

بحسب البيان الصادر عن المؤسستين، فإن أبو نصر كان قد اعتُقل في نوفمبر 2023، إلا أن استشهاده تم في 21 يناير/كانون الثاني 2024، دون إعلان رسمي من سلطات الاحتلال، في إطار ما وصفه البيان بسياسة التكتّم الممنهجة التي تتبعها إسرائيل تجاه معتقلي قطاع غزة. ويُعدّ هذا النهج أحد أشكال الحرب النفسية التي تمارسها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، خاصة أن جثامين الشهداء لا تزال محتجزة دون الكشف عن ظروف استشهادهم.

أرقام صادمة: 75 شهيدًا منذ بداية الحرب

منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة، ارتفع عدد الشهداء من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية إلى 75، بينهم 46 أسيرًا من غزة وحدها. كما أشارت الإحصاءات إلى أن عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 وصل إلى 312 أسيرًا، ما يعكس سياسة ممنهجة من الإهمال الطبي والتعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

انتهاكات جسيمة في المعتقلات الإسرائيلية

أكدت كل من هيئة الأسرى ونادي الأسير أن ما يجري بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يُمثّل "جرائم غير مسبوقة"، تشمل التعذيب الجسدي والنفسي، والتجويع، والإهمال الطبي، والحرمان من أبسط حقوق الإنسان، وحتى الاعتداءات الجنسية. وتتم هذه الانتهاكات ضمن ظروف احتجاز بالغة القسوة، تنعدم فيها أدنى المعايير الإنسانية والقانونية، في مخالفة صارخة لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.

أكثر من 10,800 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال

تشير تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية إلى أن إسرائيل تحتجز حاليًا أكثر من 10,800 أسير فلسطيني، بينهم 48 امرأة، وأكثر من 440 طفلًا، وأكثر من 3,600 معتقل إداري محتجزين دون توجيه أي تهم رسمية. هذه الأرقام تعكس أزمة حقوقية وإنسانية متفاقمة داخل المعتقلات الإسرائيلية، حيث يعاني المعتقلون من سوء التغذية، وتدهور الرعاية الصحية، والتعذيب المتواصل.

العدوان على غزة: إبادة جماعية بدعم أميركي

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشنّ إسرائيل عدوانًا واسع النطاق على قطاع غزة، وصفه خبراء القانون الدولي بأنه يرقى إلى جريمة "إبادة جماعية". وتشمل هذه الإبادة القتل العشوائي، والتجويع الممنهج، والتدمير الشامل للبنية التحتية، والتهجير القسري، وسط تجاهل تام للنداءات الدولية، بما في ذلك أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

حصيلة مأساوية للعدوان

أسفر العدوان عن استشهاد وإصابة أكثر من 206,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11,000 مفقود تحت الأنقاض، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة حادّة أودت بحياة آلاف المدنيين، غالبيتهم من الأطفال. كما تسبب العدوان في تدمير شامل للمدن والبنية التحتية في القطاع، ما دفع منظمات دولية للتحذير من كارثة إنسانية لا مثيل لها في العصر الحديث.