-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
اجتماع تركي–أمريكي بشأن سوريا في واشنطن.. التنسيق أم التباين؟
اجتماع تركي–أمريكي بشأن سوريا في واشنطن.. التنسيق أم التباين؟
-
19 مايو 2025, 1:57:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كتبت: شيماء مصطفى
تستعد العاصمة الأمريكية واشنطن، يوم الثلاثاء، لاستضافة اجتماع مجموعة العمل التركية–الأمريكية بشأن سوريا، في لقاء يُنظر إليه باعتباره محطة مفصلية في مسار العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن، خاصة فيما يتعلق بتقاطع المصالح والتوترات في الملف السوري المعقد.
الاجتماع سيُعقد برئاسة نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز ونظيره الأمريكي كريستوفر لاندو، في صيغة مؤسسية تشمل جهات حكومية وأمنية من الطرفين، مما يعكس الجدية المتزايدة في إعادة رسم حدود التعاون أو ضبط الخلافات القائمة في الميدان السوري.
سوريا: ساحة اختبار للتفاهمات الثنائية
من المتوقع أن يتناول الاجتماع أولويات تركيا والولايات المتحدة في السياسات الإقليمية تجاه سوريا، خاصة في ظل اختلاف الرؤى حيال قضايا جوهرية مثل دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وقلق أنقرة من امتدادات حزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا.
ورغم الخلافات الاستراتيجية، لا تزال هناك مساحات للتعاون الممكن، لا سيما فيما يتعلق بـ مكافحة تنظيم داعش، وهو الملف الذي يمثل نقطة التقاء نسبية بين الجانبين. ومن المقرر مناقشة الجهود الإقليمية التي قادتها تركيا مؤخرًا لدعم الاستقرار ومحاربة الإرهاب، بما في ذلك إشراك أنقرة في تنسيق أمني أوسع قد يمتد إلى مناطق شرق الفرات.
معسكرات الشمال الشرقي وإعادة انتشار القوات الأمريكية
جزء كبير من النقاش سيتركز على الوضع في المعسكرات شمال شرق سوريا، التي تضم مقاتلين سابقين من التنظيمات الإرهابية إلى جانب أعداد كبيرة من النازحين، وهي مناطق شديدة الحساسية بالنسبة لأنقرة.
كما ستقوم واشنطن خلال الاجتماع بتقديم معلومات محدثة حول إعادة تنظيم وجودها العسكري في سوريا، في ضوء التطورات الأخيرة، سواء ما يتعلق بإعادة الانتشار أو تقليص الحضور العسكري، وهي خطوة قد تحمل دلالات سياسية تجاه نوايا واشنطن في الملف السوري على المدى المتوسط.
ما بعد اللقاء الرئاسي: هل بدأت مرحلة جديدة؟
تأتي أهمية الاجتماع أيضًا من توقيته، حيث ينعقد بعد لقاء مباشر جمع الرئيسين السوري والأمريكي في السعودية، في حدث غير مسبوق منذ سنوات، ووسط تسريبات متزايدة حول نية إدارة دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على دمشق.
وعليه، من المرجح أن تتناول المباحثات آلية تخفيف أو رفع العقوبات الأمريكية، بالإضافة إلى استعراض الجدول الزمني والخطوات العملية التي قد تُتخذ في هذا الشأن، خاصة أن تركيا تراقب هذا التحول بحذر، لما له من تأثير مباشر على معادلات القوة داخل سوريا وعلى دور الفاعلين الإقليميين فيها.
تركيا: دعوة إلى تنسيق شامل ومتعدد الأبعاد
بحسب مصادر دبلوماسية تركية، من المنتظر أن يؤكد نائب وزير الخارجية نوح يلماز خلال الاجتماع على ضرورة التنسيق الشامل متعدد الأبعاد مع الولايات المتحدة، يشمل الجوانب السياسية، الأمنية، والاقتصادية، مع التشديد على أولوية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وهو بند أساسي في الرؤية التركية لأي حل مستدام.
كما ستعيد تركيا التأكيد على رفضها لأي مشاريع انفصالية في الشمال السوري، ومطالبتها بوقف دعم المجموعات المسلحة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، في وقت تسعى فيه إلى تعزيز نفوذها في الملف السياسي السوري، إلى جانب أدوارها الميدانية.
تحول محتمل أم إدارة خلافات؟
رغم الطابع التقني والاجتماعي للاجتماع، إلا أن دلالاته الاستراتيجية أبعد من مجرد تبادل معلومات، إذ يُعد مؤشراً على رغبة الطرفين في إدارة الخلافات عبر الحوار المؤسسي، خاصة مع احتدام الملفات الأخرى بين أنقرة وواشنطن مثل ملف الدفاع، الطاقة، والتقارب التركي–الروسي.
تبقى النتيجة الأهم لهذا الاجتماع مرتبطة بما إذا كان سيُفضي إلى خارطة طريق جديدة في سوريا، أم أنه مجرد محاولة لضبط إيقاع التباين القائم دون تغييره جذريًا.







