تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، صباح اليوم الخميس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجزرة مروّعة باستهداف نقطة طبية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كانت تقدم خدمات غذائية وعلاجية للأطفال المرضى والنساء، ما أسفر عن استشهاد 15 مدنيًا، بينهم 10 أطفال و3 نساء، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى، بعضهم بحالة حرجة.

قصف نقطة طبية: جريمة جديدة تُضاف لسجل الإبادة الجماعية

بحسب البيان الرسمي الصادر عن المكتب الإعلامي، فإن استهداف الاحتلال لنقطة طبية إنسانية لا يُعد فقط جريمة حرب، بل يمثل انتهاكًا فاضحًا لكل القوانين الدولية والإنسانية، مؤكداً أن الاحتلال يتعمد قصف التجمعات السكانية، والأسواق الشعبية، والمرافق الطبية والإغاثية دون تمييز، في إطار سياسة ممنهجة لإبادة المدنيين العزّل.

حصيلة القصف: أطفال ممزقو الأجساد ونساء قضين بحثًا عن الغذاء

في تفاصيل المجزرة، أفادت المعلومات الأولية أن الغارة الجوية الإسرائيلية استهدفت النساء والأطفال أثناء تجمعهم أمام نقطة طبية كانت توزع مكملًا غذائيًا للأطفال في منطقة دوار الطيارة – شارع أبو حسني. وقد أسفر القصف عن استشهاد 17 مواطنًا بينهم 10 أطفال وعدد من السيدات، إلى جانب عشرات الجرحى، بينهم حالات خطرة.

وأظهرت المشاهد الأولى من موقع الجريمة جثثًا ممزقة وأشلاءً متناثرة لأمهات وأطفال، لم يكن بحوزتهم سوى أمل صغير بالحصول على علبة مكمل غذائي لأطفالهم الجائعين.

سياسة تجويع ممنهجة تستهدف أكثر من مليون طفل

أكد المكتب الإعلامي أن هذه الجريمة تأتي في إطار الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 21 شهرًا، والتي تترافق مع سياسة تجويع ممنهجة تطال أكثر من 1.1 مليون طفل يعانون من نقص الغذاء والرعاية الصحية، في ظل حصار خانق يُطبق على غزة من كل الجهات.

دعوات للمحاسبة الدولية ووقف الحرب

حمّل البيان الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن المجازر المتكررة، مطالبًا المجتمع الدولي بضرورة الخروج عن صمته المخزي، والعمل فورًا على محاسبة قادة الاحتلال المجرمين في المحاكم الدولية. كما جدد المكتب دعوته إلى وقف الحرب الإجرامية، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات والوقود بشكل عاجل.

إبادة جماعية موثّقة منذ أكتوبر 2023

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل، التجويع، التهجير، والتدمير، متجاهلة بشكل كامل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية.

وقد خلّفت هذه الإبادة حتى الآن نحو 194 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قاتلة أزهقت أرواح كثيرين، في ظل دمار واسع طال معظم مناحي الحياة.

أمام هذه الجرائم المتكررة، يستمر نزيف الدم الفلسطيني في غزة وسط صمت دولي مطبق، وتجاهل واضح للمأساة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم، بينما يبقى الأمل الوحيد في تحرك عاجل ينقذ ما تبقى من الأرواح.