-
℃ 11 تركيا
-
11 أغسطس 2025
أوتشا: غزة تواجه مجاعة خالصة وشريان الحياة ينهار مع استمرار العدوان
المخاطر طويلة المدى
أوتشا: غزة تواجه مجاعة خالصة وشريان الحياة ينهار مع استمرار العدوان
-
10 أغسطس 2025, 2:47:37 م
-
419
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) من أن الوضع في قطاع غزة لم يعد مجرد أزمة جوع وشيكة، بل تحول بالفعل إلى مجاعة خالصة تهدد حياة الملايين من المدنيين. وأكد المكتب أن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع قد يؤدي إلى تفاقم الفظائع، في وقت ينهار فيه شريان الحياة الإنساني بسبب النزوح المستمر ونقص المساعدات.
مجاعة غير مسبوقة في غزة
في أحدث تصريحاته، شدد مكتب "أوتشا" على أن غزة تشهد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث يعيش السكان أوضاعًا مأساوية بسبب انعدام الأمن الغذائي الحاد. وأوضح أن المجاعة لم تعد خطرًا محتملًا، بل واقعًا ملموسًا، نتيجة تراجع الإمدادات الغذائية، وتعطيل شبكات التوزيع، ومنع وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررًا.
توسيع العمليات العسكرية وتفاقم الفظائع
أعرب المكتب عن قلقه العميق من أن توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية سيؤدي إلى تفاقم الفظائع، مشيرًا إلى أن المدنيين يدفعون الثمن الأكبر من هذه الحرب. وأكد أن استمرار القصف والمعارك في مناطق مكتظة بالسكان يعرّض حياة مئات الآلاف للخطر، ويجعل من الصعب إيصال أي نوع من الإغاثة أو الخدمات الأساسية.
انهيار شريان الحياة
قالت "أوتشا" إن ما كان يُعرف بـ"شريان الحياة" في غزة — أي الطرق والمنافذ والمرافق التي تدخل عبرها المساعدات — ينهار بسرعة تحت وطأة الأعمال العدائية وعمليات النزوح الجماعي. ومع تدمير البنية التحتية الأساسية، بات وصول المساعدات الإنسانية شبه مستحيل، خاصة في ظل استمرار القيود على حركة المنظمات الإغاثية.
النزوح المستمر وأثره الكارثي
تشير التقارير الأممية إلى أن مئات الآلاف من سكان غزة اضطروا للنزوح مرارًا، بحثًا عن الأمان والمأوى. ومع كل عملية نزوح جديدة، تتدهور أوضاع الأسر أكثر، حيث يفتقد النازحون للمياه النظيفة، والصرف الصحي، والرعاية الطبية، فضلًا عن الغذاء الكافي. وتؤكد "أوتشا" أن النزوح المتكرر يفاقم الأزمة، ويحرم السكان من أي فرصة للاستقرار المؤقت.
المساعدات غير الكافية
على الرغم من الجهود التي تبذلها بعض الأطراف لإدخال مساعدات إلى غزة، إلا أن الكميات المتاحة لا تغطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات الهائلة. وأشارت "أوتشا" إلى أن نقص المساعدات يعود إلى القيود الإسرائيلية على المعابر، وتعطيل عمليات التوزيع بفعل القتال المستمر. هذا النقص الحاد دفع الكثير من العائلات للاعتماد على وجبات قليلة وغير مغذية، ما يهدد بزيادة معدلات سوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال.
دعوة عاجلة للتحرك الدولي
ناشد مكتب "أوتشا" المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف التصعيد، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود. كما دعا إلى توفير حماية خاصة للمدنيين، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على حق السكان في الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية حتى في أوقات النزاع.
المخاطر طويلة المدى
يحذر خبراء الإغاثة من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تداعيات صحية واجتماعية خطيرة، بما في ذلك انتشار الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، وارتفاع معدلات وفيات الأطفال، وانهيار النظام الصحي بالكامل. كما أن فقدان السكان لسبل عيشهم سيدفع بمزيد من الأسر إلى الاعتماد الكامل على المساعدات الخارجية لفترات طويلة.
تحذيرات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تمثل جرس إنذار جديد بشأن الكارثة الإنسانية في غزة. فالمجاعة أصبحت حقيقة لا يمكن إنكارها، وشريان الحياة الإنساني يتداعى مع كل يوم يمر. ومع غياب أي بوادر لوقف الأعمال العدائية أو رفع القيود عن المساعدات، يواجه سكان القطاع مستقبلًا قاتمًا، ما لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإنقاذ الأرواح ومنع مزيد من الانهيار.








