رقم قياسي في عدد الأسرى منذ انتفاضة الأقصى

أعداد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى أغسطس 2025: رقم قياسي منذ انتفاضة الأقصى

profile
  • clock 9 أغسطس 2025, 1:14:58 م
  • eye 417
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
سجون الاحتلال

 

في متابعة مستمرة للوضع الحقوقي والإنساني الخاص بالأسرى الفلسطينيين، كشف مكتب إعلام الأسرى في بيان رسمي أن أعداد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغت حتى بداية أغسطس 2025 ما يقارب 10,800 أسيرًا، وهو الرقم الأعلى منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في عام 2000. يأتي هذا التقرير وسط تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ضد الفلسطينيين، مما يثير قلقًا واسعًا على الصعيدين المحلي والدولي.

رقم قياسي في عدد الأسرى منذ انتفاضة الأقصى

تشير البيانات إلى أن العدد الحالي للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يشكل أعلى نسبة منذ أكثر من 25 عامًا، وبالتحديد منذ انتفاضة الأقصى التي شهدت موجات اعتقالات واسعة بين الفلسطينيين.

ويشير مكتب إعلام الأسرى إلى أن هذا الرقم لا يشمل المعتقلين الموجودين في معسكرات الجيش الإسرائيلي، مما يعني أن العدد الفعلي للمعتقلين ربما يكون أكبر بكثير.

تفصيل أعداد الأسرى: نساء، أطفال، معتقلون إداريون ومقاتلون

يوضح التقرير تفصيلات هامة حول تركيبة المعتقلين الفلسطينيين، حيث بلغ عدد الأسيرات 49 أسيرة، من بينهن اثنتان فقط من قطاع غزة، بينما يشكل الأطفال المعتقلون أكثر من 450 طفلًا، ما يعكس حجم الانتهاكات بحق فئة حساسة وذات خصوصية قانونية وإنسانية.

أما المعتقلون الإداريون، الذين يُحتجزون دون تهمة أو محاكمة لفترات طويلة، فيبلغ عددهم 3,613 معتقلاً، وهي أعلى نسبة مقارنة بباقي فئات الأسرى، مما يسلط الضوء على سياسة الاعتقال الإداري التي تستهدف بشكل خاص الفلسطينيين.

ومن جهة أخرى، بلغ عدد من صنفوا كمقاتلين "غير شرعيين" 2,378 معتقلاً، وهي فئة تستخدمها سلطات الاحتلال لتبرير الاعتقالات والسياسات الأمنية القمعية بحق نشطاء فلسطينيين وأفراد مقاومة.

الأسرى من غزة والدول المجاورة

يشير مكتب إعلام الأسرى إلى أن الأرقام المذكورة تشمل معتقلين من مناطق مختلفة، ليس فقط من الضفة الغربية وقطاع غزة، بل أيضًا من لبنان وسوريا، وهو ما يؤكد توسع سياسة الاعتقالات الإسرائيلية لتطال الفلسطينيين في أماكن متعددة، ما يزيد من تعقيد ملف الأسرى الفلسطينيين ويُبرز أبعاده الإقليمية.

الاعتقال الإداري وأبعاده الإنسانية والقانونية

سياسة الاعتقال الإداري تعتبر من أكثر أشكال الانتهاك الحقوقي تكرارًا في الملف الفلسطيني، حيث يتم احتجاز الفلسطينيين لفترات تتراوح بين عدة أشهر إلى سنوات دون تقديمهم لمحاكمات عادلة، أو حتى توجيه تهم واضحة.

وتؤكد منظمات حقوق الإنسان أن هذا النوع من الاعتقال يخرق القوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان، ويزيد من معاناة الأسرى وعائلاتهم، إذ يترك المعتقلون في حالة من عدم اليقين المستمر.

الأطفال الفلسطينيون في السجون: معاناة مضاعفة

تشكل قضية الأطفال الفلسطينيين المعتقلين إحدى أبرز قضايا الانتهاكات الحقوقية في القضية الفلسطينية. يوضح التقرير أن عدد الأطفال المعتقلين تجاوز 450 طفلاً، يعانون من اعتقالات تنفذها سلطات الاحتلال بطريقة مخالفة للاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق الطفل.

ويُشدد ناشطون ومحامون حقوقيون على ضرورة إطلاق سراح الأطفال فورًا ووضع حد لاعتقالهم التعسفي، الذي يؤثر بشكل مباشر على نفسيتهم ومستقبلهم.

الأسيرات الفلسطينيات: قصص من الصمود والتحدي

رغم قلة عدد الأسيرات مقارنة بالرجال، إلا أن معاناتهن لا تقل أهمية. يبلغ عدد الأسيرات 49، منهن اثنتان فقط من قطاع غزة، ويواجهن ظروفًا صعبة داخل السجون، تشمل الاعتقال الانفرادي، والحرمان من الزيارات، وسوء المعاملة أحيانًا.

الأسيرات يمثلن رمزًا للصمود الفلسطيني، ويواجهن تحديات إضافية بسبب ظروفهن كنساء وأمهات، مما يستدعي المزيد من الاهتمام الدولي بقضيتهم.

أهمية تسليط الضوء الدولي على قضية الأسرى

تُعد قضية الأسرى الفلسطينيين من القضايا الأساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحظى باهتمام حقوقي وإنساني واسع. ودائمًا ما تدعو منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل من أجل تحسين أوضاع الأسرى، ووقف الانتهاكات التي تتعرض لها هذه الفئة.

وتؤكد تقارير دورية أن استمرار هذه الانتهاكات يزيد من حدة التوترات ويعقد فرص تحقيق السلام، كما أنه يُعزز من معاناة الشعب الفلسطيني بشكل عام.

كيف تؤثر الأوضاع الحالية على الأسرى ومستقبلهم؟

مع تزايد أعداد المعتقلين والاعتقالات السياسية والإدارية، يواجه الأسرى الفلسطينيون تحديات متعددة تهدد صحتهم النفسية والجسدية، وسط نقص الرعاية الصحية في السجون وغياب العدالة.

كما تؤثر هذه الأوضاع سلبًا على عائلات الأسرى التي تعيش في حالة قلق دائم، وتنتظر أخبار أحبائها وسط ظروف معيشية صعبة في ظل الاحتلال.

نداء للعدالة وإنهاء سياسة الاعتقال التعسفي

يُظهر تقرير مكتب إعلام الأسرى حتى أغسطس 2025 حجم الأزمة المتفاقمة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مع ارتفاع أعداد المعتقلين إلى أكثر من 10,800 أسير، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى أعداد كبيرة من المعتقلين الإداريين والمقاتلين المصنفين "غير شرعيين".

إن استمرار هذه السياسات يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ويضاعف معاناة الفلسطينيين بشكل عام. لذلك، يتطلب الأمر تحركًا دوليًا جادًا للضغط على الاحتلال من أجل وقف سياسة الاعتقال الإداري التعسفي. و إطلاق سراح الأطفال والنساء المعتقلين و تحسين أوضاع الأسرى في السجون و احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي.

قضية الأسرى هي قضية إنسانية أولًا وقضية وطنية فلسطينية، ومن حق المجتمع الدولي تسليط الضوء عليها والمساهمة في إنهاء معاناتهم، لضمان احترام الحقوق والكرامة الإنسانية لكل الأسرى في سجون الاحتلال.

 

 

التعليقات (0)