انهيار وشيك في خدمات الرعاية الصحية

أزمة صحية حادة تهدد غزة: جمعية العودة تحذر من توقف كامل للخدمات الطبية والاجتماعية

profile
  • clock 17 مايو 2025, 2:01:48 م
  • eye 407
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر والتصعيد العسكري المتزايد، أطلقت جمعية العودة الصحية والمجتمعية في قطاع غزة، اليوم السبت، تحذيرًا خطيرًا من قرب توقف كامل لخدماتها الصحية والاجتماعية، بسبب النفاد التام في الإمدادات الطبية والمحروقات، مشيرة إلى أن الوضع القائم يهدد حياة مئات الآلاف من السكان.

انهيار وشيك في خدمات الرعاية الصحية

وأوضحت الجمعية، التي تُشرف على تشغيل مستشفيي "العودة" في شمال ووسط قطاع غزة، إلى جانب مراكز الرعاية الصحية الأولية ومرافق الحماية المجتمعية، أن خدماتها مهددة بالتوقف التام خلال الأيام القادمة، في ظل غياب الإمدادات الطبية منذ أكثر من 70 يومًا، وتحديدًا منذ 2 مارس/آذار الماضي.

وقال مدير الجمعية، رأفت المجدلاوي، في بيان صحفي:"نقص الإمدادات الطبية يُفاقم من تدهور الخدمات الصحية، التي تُقدَّم أصلاً بالحد الأدنى"، محذرًا من دخول القطاع في مرحلة الانهيار الكامل للخدمات الصحية.

توقف سيارات الإسعاف وتقليص ساعات العمل

في ظل هذا الوضع الكارثي، أعلن المجدلاوي عن توقف سبع سيارات إسعاف من أصل تسع عن العمل بسبب نفاد الوقود، كما تم تقليص ساعات العمل في مراكز الرعاية والحماية المجتمعية، في محاولة لترشيد استهلاك الوقود القليل المتبقي.

وأشار إلى أن مستشفى العودة في شمال القطاع لم يتلقَ أي كميات من السولار منذ 17 أبريل/نيسان الماضي، بينما لم تصل أي كميات إلى مستشفى العودة في وسط القطاع منذ 17 فبراير/شباط، ما دفع الجمعية لاعتماد إجراءات تقشفية صارمة لإدارة المخزون المحدود.

مناشدة عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

وناشدت الجمعية جميع الأطراف الإنسانية والدولية التحرك الفوري لتوفير الإمدادات الطبية والمحروقات اللازمة لضمان استمرارية تقديم الخدمات الحيوية، محذرة من أن انهيار المنظومة الصحية قد يكون له عواقب كارثية لا يمكن احتواؤها.

وأكدت في بيانها على ضرورة تحييد المرافق الصحية باعتبارها أهدافًا مدنية يجب حمايتها وعدم استهدافها أو حرمانها من الموارد الأساسية، لاسيما خلال الحروب والنزاعات.

منظمة الصحة العالمية: لم نعد قادرين على إدخال مساعدات

وفي سياق متصل، كشفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، خلال مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة، أن المنظمة، كغيرها من المنظمات الإنسانية، لم تعد قادرة على إيصال أي مساعدات إلى قطاع غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد.

وقالت هاريس:"لم يُعد مسموحًا لنا بتسليم أي شيء إلى القطاع، رغم تدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق".

استهداف المستشفيات وتكثيف الغارات الإسرائيلية

تزامنًا مع الحصار الإنساني، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الخمسة الماضية استهدافها للمستشفيات ومحيطها، ما ألحق بها أضرارًا جسيمة. وبحسب وزارة الصحة في غزة، خرج مستشفى غزة الأوروبي جنوبي القطاع عن الخدمة يوم الخميس، نتيجة للأضرار المباشرة التي لحقت به.

كما تصاعدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بالتزامن مع جولة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الشرق الأوسط، استمرت أربعة أيام، ما زاد من تعقيد المشهد الميداني والإنساني.

استمرار العدوان وتفاقم المأساة

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف عدوانه الواسع على القطاع فجر 18 مارس/آذار 2025، بعد هدنة مؤقتة استمرت شهرين ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار. ورغم الاتفاق، خرقت إسرائيل بنوده طيلة فترة التهدئة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان.

حصيلة دامية لإبادة مستمرة

ومنذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي وأوروبي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية ممنهجة في قطاع غزة، حيث بلغت حصيلة الضحايا حتى الآن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 14 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا.

التعليقات (0)