-
℃ 11 تركيا
-
8 أغسطس 2025
أزمة المياه في حي تل الهوا: كارثة إنسانية تهدد آلاف النازحين في غزة
انهيار شبكة المياه وتدمير الآبار
أزمة المياه في حي تل الهوا: كارثة إنسانية تهدد آلاف النازحين في غزة
-
7 أغسطس 2025, 1:04:37 م
-
415
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أزمة المياه في حي تل الهوا:
محمد خميس
تشهد مدينة غزة كارثة إنسانية متصاعدة، وتحديدًا في حي "تل الهوا" جنوب غرب المدينة، بسبب الانقطاع الكامل لمياه الشرب الناتج عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في قطع خط "مكوروت" المغذي للمنطقة منذ أكثر من شهر. ومع تضاعف عدد السكان في الحي، نتيجة النزوح الجماعي من المناطق المنكوبة، باتت أزمة المياه تشكّل تهديدًا حقيقيًا لحياة السكان.
تل الهوا.. من "منطقة آمنة" إلى بؤرة إنسانية منهارة
رغم تصنيفه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي كـ"منطقة آمنة"، أصبح حي تل الهوا مأوى لآلاف العائلات النازحة من الشجاعية والزيتون وجباليا، والتي فرت من الموت بسبب القصف المتواصل. هذا التكدّس السكاني الهائل أدى إلى انهيار شبكة المياه، التي أصبحت غير قادرة على تلبية أبسط احتياجات الاستخدام اليومي.
انهيار شبكة المياه وتدمير الآبار
أعلنت بلدية غزة في بيان عاجل أن حي تل الهوا شهد زيادة سكانية بنسبة تتجاوز 60% خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى انهيار تام في منظومة توزيع المياه. وزادت المعاناة بعد تدمير معظم آبار المياه شرق غزة بفعل القصف الإسرائيلي.
البلدية حذرت من كارثة صحية وبيئية وشيكة، إذا لم يتم تزويد الحي بمياه الشرب الصالحة فورًا، خاصة أن مصادر المياه البديلة محدودة أو معدومة في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد.
إسرائيل وقطع خط مكوروت.. سياسة عقاب جماعي
منذ أكثر من شهر، أوقفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تدفّق المياه عبر خط "مكوروت" المغذي لحي تل الهوا، دون تقديم أي مبررات. وهو ما يعد جزءًا من سياسة العقاب الجماعي التي يتبعها الاحتلال ضد السكان المدنيين في غزة. "الاحتلال يستخدم المياه كسلاح في حربه المفتوحة"، تقول منظمات حقوقية، وتؤكد أن "منع وصول المياه في ظل الحصار والقصف يعد جريمة حرب وفق القانون الدولي".
أطفال يبحثون عن المياه.. ومعاناة لا تنتهي
أحد المشاهد المؤلمة التي تتكرر يوميًا في تل الهوا، هو خروج الأطفال في الصباح الباكر للبحث عن المياه. يحملون عبوات بلاستيكية صغيرة في مهمة مرهقة، يواجهون خلالها مشقة التنقل تحت أشعة الشمس أو تحت تهديد الطائرات.
وتقول إحدى الأمهات: "لم يعد هناك طفولة، الأطفال اليوم يعملون على تأمين أبسط حقوقهم في الحياة: المياه".
كارثة بيئية تلوح في الأفق
توقف المياه لا يعني فقط العطش، بل يهدد بانتشار الأمراض المعدية والجلدية والمعوية، خاصة في المخيمات المكتظة، حيث غياب النظافة وشح المياه يضعان السكان في مواجهة كارثة صحية محققة.
منظمة الصحة العالمية سبق أن حذرت من أن أزمة المياه في غزة تهدد أكثر من نصف مليون طفل، وقد تؤدي إلى انتشار سريع للأوبئة، خاصة مع غياب المياه النظيفة والصرف الصحي.
غزة تختنق والعالم يتفرج
ما يجري في تل الهوا ليس حالة استثنائية، بل هو انعكاس حقيقي لحال قطاع غزة بأكمله، المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا. ومع استمرار العدوان، وتواطؤ المجتمع الدولي بالصمت، تبقى أزمة المياه في غزة قنبلة موقوتة، قد تنفجر في أي لحظة، ما لم يتم التحرك الدولي العاجل لتوفير المساعدات الإنسانية ووقف سياسة التجويع والعطش الجماعي.








