-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
فايز أبو سمرة.. شهيد الطحين الذي هزمته المجاعة واغتالته رصاصات الاحتلال
الاحتلال لا يرحم الجوعى
فايز أبو سمرة.. شهيد الطحين الذي هزمته المجاعة واغتالته رصاصات الاحتلال
-
1 مايو 2025, 6:53:37 م
-
405
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رصاصات الاحتلال
في مشهد يلخص مأساة غزة المحاصرة، ارتقى الفتى الفلسطيني فايز أبو سمرة شهيدًا، بينما كان يحاول إنقاذ شقيقاته من الجوع، في ظل تفاقم المجاعة التي تضرب القطاع، والعدوان الإسرائيلي المتواصل الذي لا يفرّق بين طفل ومسن، أو بين مدني ومقاتل.
مهمة إنسانية تحولت إلى وداع أخير
في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث الدمار يحاصر كل بيت والرصاص يحاصر كل خطوة، قرر فايز، وهو فتى لم يبلغ من العمر سوى سنوات قليلة من الوعي، أن يغامر بروحه من أجل إحضار القليل من الطحين لشقيقاته الأربع، بعد أن اشتد الحصار وضاقت سبل العيش، وانعدمت المواد الأساسية في البيوت.
لم يكن فايز يحمل سلاحًا، ولا حتى هاتفًا يوثق به رحلته، بل كان يحمل قلبًا مليئًا بالمسؤولية رغم صغر سنه، وعينين يملؤهما القلق على جوع أخواته.
الاحتلال لا يرحم الجوعى
لكن طريق فايز إلى منزله لم يكن آمنًا. فما إن دخل الحي حتى تعرض لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليرتقي شهيدًا على الفور، وهو يحمل في يده كيسًا صغيرًا من الطحين، لم يصل أبدًا إلى أيدي من كان يسعى لإطعامهن.
مشهد استشهاد فايز يختصر حجم الجريمة التي يرتكبها الاحتلال يوميًا بحق سكان غزة، حيث أصبح الجوع سببًا للموت، ومحاولة النجاة تهمة تستحق القتل.
شهادة جديدة على وحشية الحصار
استشهاد الفتى فايز أبو سمرة ليس حادثة فردية أو استثناءً مؤلمًا، بل هو جزء من مسلسل يومي يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة، حيث يموت البعض بالقصف، وآخرون بالجوع، وغيرهم أثناء محاولتهم النجاة.
وفي ظل التعتيم الإعلامي والتقاعس الدولي، تتزايد أعداد الشهداء من الأطفال والنساء والمرضى، بينما تواصل قوات الاحتلال منع دخول المساعدات، وتستهدف حتى أولئك الذين يبحثون عن قوت يومهم.
مناشدة للمجتمع الدولي: أوقفوا المجزرة الصامتة
قصة فايز يجب ألا تمر مرور الكرام، فهي تُحمّل العالم مسؤولية مضاعفة، وتُجدد الدعوة إلى تدخل إنساني عاجل لوقف المجازر التي تُرتكب في غزة، والتي لم تترك للطفولة مكانًا ولا للكرامة معنى.
في غزة، الخبز أصبح تهمة، والطحين صار سلاحًا، والطفولة باتت جريمة تستحق الرصاص. ومثل فايز، هناك مئات الأطفال الذين ينتظرون النجاة أو يرتقون في صمت.
.jpeg)








