-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
ينظفون الموت بأيديهم: عمال النظافة في مستشفيات غزة… أبطال مجهولون تحت نيران الإبادة الجماعية
العدوان المستمر والإبادة الجماعية الممنهجة
ينظفون الموت بأيديهم: عمال النظافة في مستشفيات غزة… أبطال مجهولون تحت نيران الإبادة الجماعية
-
10 يوليو 2025, 2:28:16 م
-
423
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
بين أروقة مستشفيات قطاع غزة المدمّرة بفعل العدوان الإسرائيلي، يُكافح عمال النظافة بصمت وصبر لا يُصدق، وسط ظروف إنسانية قاهرة، لا يحسدون عليها، في واحدة من أكثر جبهات الحرب خطورةً وإرهاقًا نفسيًا وجسديًا.
من المواصي إلى ناصر… رحلة يومية إلى خط النار
مع ساعات الفجر الأولى، يغادر مروان خيمته في منطقة المواصي غرب خان يونس، متوجهًا إلى مجمع ناصر الطبي، حيث يبدأ يومه في تنظيف وتعقيم غرف العمليات والممرات. محاولاته اليائسة لمحو رائحة الدم والموت، تصطدم برائحة مطهّرات لا تكفي لتطهير جراح حربٍ مفتوحة على المستشفيات.
عمال النظافة… في خط المواجهة الأول
في زمن الإبادة، لم يعد هؤلاء العمال مجرد أفراد يقدمون خدمة نظافة، بل تحولوا إلى ركائز أساسية في المنظومة الصحية، يعملون في ظروف تفوق التحمل، وسط انعدام المعدات والأمان، واحتمالية الموت في كل لحظة. فهم موجودون حيث الجرحى والشهداء، يسابقون الوقت في تنظيف غرف العمليات بعد كل غارة، وكأنهم في سباق مع الموت.
رواتب متأخرة واستغلال مستمر
لا تتجاوز أجورهم في أفضل الأحوال 300 دولار شهريًا، هذا إن دُفعت أصلًا. يقول أحد عمال النظافة في مجمع ناصر: "أربعة أشهر لم نتقاضَ فيها رواتبنا، ومع ذلك نواصل العمل، لأن تركنا لمواقعنا يعني انهيار المنظومة الصحية بالكامل."
هذا العامل، كغيره، يعجز عن توفير احتياجات أطفاله الأساسية، في وقت تُنتهك فيه حقوقهم بلا غطاء قانوني، حيث لا عقود عمل ثابتة ولا حماية من الاستغلال، وسط تذرّع الشركات المشغّلة بتأخر المستحقات من الحكومة.
العدوان المستمر والإبادة الجماعية الممنهجة
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبدعم أميركي مطلق، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة. وقد أسفر العدوان حتى اليوم عن نحو 195 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين في ظل حصار خانق ومجاعة خانقة.
بطولات في الظل
بينما تُسلَّط الأضواء على المآسي الكبرى، يبقى عمال النظافة في مستشفيات غزة أبطالًا مجهولين. فهم لا يملكون سلاحًا سوى أيديهم ومماسحهم وقلوبهم المليئة بالإصرار. يقفون في الظل، لكن دورهم محوريٌّ في إبقاء ما تبقى من الحياة ممكنًا، رغم كل شيء.

.jpg)






