المجتمع الدولي في مواجهة اختبار إنساني

وفاة الرضيعة زينب أبو حليب في غزة: وجه جديد للمجاعة والإبادة الجماعية

profile
  • clock 26 يوليو 2025, 3:44:17 م
  • eye 427
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
زينب لم تكن الأخيرة

محمد خميس

في جريمة إنسانية جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ودّع القطاع المحاصر، الطفلة الرضيعة زينب أبو حليب، بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، نتيجة سوء التغذية الحاد، وانعدام حليب الأطفال والأدوية الأساسية.

توفيت زينب بعدما تآكل جسدها الصغير من شدة الجوع، في مشهد يُلخص الفاجعة التي يتعرض لها أطفال قطاع غزة، في ظل حصار خانق مستمر منذ أشهر، منع الغذاء والدواء وأبسط مقومات الحياة.

زينب.. من البراءة إلى الهزال ثم الموت

وثّقت صورة مؤلمة لحظة رحيل زينب، حيث ظهرت عظام قفصها الصدري بارزة تحت الجلد، في تناقض صارخ مع صورة أخرى التُقطت لها قبل شهور وهي ترتدي ملابس وردية كُتب عليها: "زينب الملكة".

هذه المفارقة تختصر ما يحدث في غزة اليوم، حيث ينتقل الأطفال من الطفولة والبراءة إلى الهزال والموت، في ظل سياسة تجويع ممنهجة تفرضها "إسرائيل" ضمن ما وصفته منظمة العفو الدولية بـ"جريمة إبادة جماعية".

الحصار الإسرائيلي يقتل الأطفال جوعًا

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن عدد شهداء التجويع وسوء التغذية ارتفع إلى 122 شخصًا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 83 طفلًا، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع وصول المساعدات الإنسانية.

يُشار إلى أن 9 وفيات سُجلت خلال 24 ساعة فقط، بينهم طفلان رضيعان، ما يكشف عن تسارع كارثي في وتيرة المجاعة داخل القطاع.

المجتمع الدولي في مواجهة اختبار إنساني

أمام هذه الكارثة، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لـ"الأونروا"، إن "أطفال غزة لا يعيشون ولا يموتون، إنهم جثث تمشي على الأرض"، مؤكدًا أن واحدًا من كل خمسة أطفال يعاني من سوء التغذية الحاد، محذرًا من انهيار النظام الإنساني في القطاع.

كما أشارت "العفو الدولية" إلى أن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب وأداة إبادة، وتفرض نظامًا تمييزيًا في توزيع المساعدات، مما يُعقّد من وصول الغذاء والدواء بشكل آمن ومحايد.

مصائد الموت: توزيع المساعدات يتحول إلى مجازر

كشفت وزارة الصحة عن استشهاد 1,106 فلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية، بينهم أطفال ونساء، كما أصيب أكثر من 7,300 شخص، وفُقد العشرات في ما يُعرف إعلاميًا بـ"مصائد الموت"، نتيجة استهداف مراكز توزيع الإغاثة من قبل الجيشين الإسرائيلي والأمريكي.

حصار غزة: إبادة جماعية موثقة

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشهد غزة حرب إبادة شاملة، تشمل القتل، التجويع، التدمير، والتهجير القسري، في ظل دعم أمريكي وتجاهل دولي لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد أسفرت الحرب حتى الآن عن أكثر من 203 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينما لا يزال العالم يكتفي بالتصريحات دون تحرك فعلي.

زينب لم تكن الأخيرة

رحيل زينب ليس مجرد قصة حزينة، بل جريمة حرب مكتملة الأركان تُرتكب في وضح النهار، وتبقى وصمة عار على جبين الإنسانية الصامتة.

إذا لم يُكسر الحصار فورًا، وإذا لم تُفتح المعابر، وإذا لم تتحرك الضمائر، فإن عشرات "زينب" آخرين ينتظرون دورهم في الموت البطيء.

التعليقات (0)