تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم السبت، أن القطاع يعيش حالة مجاعة فعلية، تتجلى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية وتفشي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية عن التعامل مع تبعات الأزمة المتصاعدة.

"مراكز المساعدات" تتحول إلى مصائد موت

وأكدت الوزارة أن ما يُعرف بـ"مراكز توزيع المساعدات الأمريكية" لم تعد مناطق آمنة، بل تحوّلت إلى مصائد موت حقيقية، حيث تُستهدف المدنيين بشكل مباشر، مما أدى إلى مئات الضحايا وزاد من عمق المعاناة الإنسانية في القطاع.

وأشارت إلى أن الطواقم الطبية وثقت ارتفاعًا مقلقًا في معدلات الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية، وسط انهيار النظام الصحي وعجزه عن الاستجابة لنقص الموارد الأساسية، من أدوية وأجهزة ومستلزمات طبية.

مجزرة جديدة في محيط مركز للمساعدات

أفادت الوزارة أن مجمع ناصر الطبي استقبل منذ فجر اليوم 32 شهيدًا وعشرات المصابين، في أعقاب مجزرة إسرائيلية جديدة قرب أحد مراكز المساعدات جنوبي القطاع، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني.

أرقام صادمة: مئات الآلاف مهددون بالجوع

ووفقاً لبيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد بلغ عدد ضحايا ما يُعرف بـ"مصائد الموت" في مراكز المساعدات أكثر من 909 شهداء، و5,666 جريحًا، إضافة إلى 42 مفقودًا.

وكشفت البيانات عن أرقام مأساوية تؤكد حجم الكارثة:

وفاة 69 طفلًا بسبب سوء التغذية.

620 مريضًا فقدوا حياتهم بسبب نقص الغذاء والدواء.

650 ألف طفل مهددون بالموت جوعًا.

12,500 مريض سرطان بلا علاج.

60 ألف سيدة حامل يواجهن خطر الموت بفعل انهيار النظام الصحي.

تحذيرات من كارثة صحية غير مسبوقة

حذرت وزارة الصحة من كارثة صحية وإنسانية شاملة، مطالبة المجتمع الدولي، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية، بالتحرك الفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لإدخال الغذاء والدواء والوقود.

وأوضحت الوزارة أن المئات من المرضى باتوا على حافة الموت، بعد أن انهارت أجسادهم تحت وطأة الجوع، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد ومنع دخول أي مساعدات إنسانية منذ عدة أشهر.

إبادة جماعية متواصلة بدعم أميركي

تواصل إسرائيل، بدعم أميركي، ارتكاب إبادة جماعية في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في تجاهل كامل للنداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية بوقف هذه الجرائم.

وحتى الآن، خلّف العدوان أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة حادة ودمار غير مسبوق.