تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين، صباح اليوم الأحد، نتائج امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي 2025 - الدورة الأولى"، في ظل ظروف استثنائية وصعبة تمر بها الأراضي الفلسطينية، ولا سيما قطاع غزة الذي يرزح تحت عدوان مستمر تسبب في كارثة إنسانية وتعليمية غير مسبوقة.

وخلال مؤتمر صحفي عقده وزير التربية والتعليم العالي، الدكتور أمجد برهم، أكد أن هذا الموسم من امتحانات الثانوية العامة جاء في ظل استهداف ممنهج للمنظومة التعليمية في قطاع غزة، حيث تم تدمير 27 مدرسة بشكل كامل، واستشهد أكثر من 16 ألف طالب ونحو 750 معلمًا ومعلمة نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة.

صمود الطلبة الفلسطينيين رغم الحرب

أوضح الوزير برهم أن الطلبة في غزة والضفة الغربية أصروا على التقدم لامتحانات التوجيهي رغم كل الظروف القاسية، من اجتياحات مستمرة في جنين وطولكرم، إلى النزوح القسري والعيش تحت وطأة الدبابات. وقال: "قال طلابنا للعالم: قد ننزح، لكننا عازمون على أن نفرح".

إحصائيات وأرقام

بلغ عدد المتقدمين لامتحانات التوجيهي 2025 نحو 52 ألف طالب وطالبة، من بينهم ألفان خارج فلسطين موزعون على 37 دولة حول العالم. كما تم تخصيص ثلاث قاعات امتحان داخل المستشفيات، إضافة إلى إجراء اختبارات خاصة لستة طلبة من بلدة ديراستيا تم اعتقالهم خلال فترة الامتحانات.

وفيما يتعلق بالتوزيع الأكاديمي، تقدم نحو 28 ألف طالب للفرع الأدبي، و14 ألفًا للفرع العلمي، بينما توزع الباقي على الفروع المهنية والتكنولوجية الأخرى.

تجربة الامتحانات الإلكترونية في غزة

في خطوة وصفها الوزير بأنها "رائدة ومبشرة"، نجحت الوزارة في عقد امتحانات إلكترونية في قطاع غزة، وهو ما يمهد الطريق لتطوير آلية الامتحانات الوطنية في المستقبل، بالاعتماد على بنك الأسئلة والتقييم المرحلي. كما أعلن برهم عن بدء العمل على تطوير نظام "التوجيهي" ليتم تدريسه على مدار عامين دراسيين بدلاً من عام واحد.

قطاع غزة: حرب إبادة وتعطيل تعليمي مستمر

رغم النجاح النسبي في عقد الامتحانات لطلبة غزة المقيمين خارج القطاع، إلا أن آلاف الطلبة داخل القطاع حُرموا من التقدم للامتحانات للعام الثاني على التوالي، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل. ووفق الإحصائيات، فقد استشهد نحو 4,000 طالب من طلبة التوجيهي في غزة خلال هذه الحرب، بالإضافة إلى 4,000 طالب آخرين خارج القطاع.

يُذكر أن عدد طلبة الثانوية العامة في غزة في السنوات السابقة كان يُقارب 78 ألف طالب وطالبة، ما يعكس حجم الكارثة التعليمية التي يعيشها القطاع تحت الحصار والعدوان.

في ظل الظروف السياسية والإنسانية الراهنة، يبقى صمود الطلبة الفلسطينيين في امتحانات التوجيهي 2025 رسالة تحدٍّ وصمود، تُثبت للعالم أن التعليم في فلسطين ليس مجرد هدف، بل هو مقاومة.