تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعرب "منتدى الإعلاميين الفلسطينيين"، وهو هيئة مستقلة، عن بالغ استنكاره وإدانته الشديدة لاستضافة قناة "سكاي نيوز عربية" لزعيم المعارضة في كيان الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، في مقابلة أجراها الإعلامي المصري عماد الدين أديب. وقد اعتبر المنتدى أن هذه الخطوة تمثل انخراطًا واضحًا في مسار "التطبيع الإعلامي" المرفوض عربيًا.

مخالفة لنبض الشارع العربي

وفي بيان صدر اليوم السبت، أكد المنتدى أن استضافة لابيد تتعارض كليًا مع موقف الشارع العربي الرافض للاحتلال الإسرائيلي، وتتنافى مع روح التضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يواجه منذ أشهر عدوانًا متواصلًا يستهدف المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة.

في ظل مجازر وجرائم موثقة

وأشار المنتدى إلى أن هذا اللقاء الإعلامي يأتي في وقت يرتكب فيه الاحتلال "حرب إبادة جماعية" ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويواصل قصفه العنيف ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية. ولفت إلى أن العدوان أدى إلى استشهاد نحو 228 صحفيًا وصحفية منذ بدايته، في جرائم موثقة تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

شرعنة إعلامية لجرائم الاحتلال

وأكد المنتدى أن اللقاء يمثل محاولة لمنح شرعية إعلامية زائفة لكيان ينفذ المجازر يوميًا بحق المدنيين، ويقمع الحقيقة من خلال استهداف الكاميرا والصوت والكلمة الحرة. واعتبر أن نقل رواية الاحتلال عبر المنصات العربية يعد خيانة لرسالة الإعلام الحر وتزييفًا متعمدًا لوعي الجماهير.

دعوة للمقاطعة الإعلامية الشاملة

وشدد المنتدى على أن أي ترويج لرموز الاحتلال عبر الشاشات العربية هو تجاهل صارخ لتضحيات الشعب الفلسطيني، ولدماء الصحفيين الشهداء الذين قضوا أثناء تأدية واجبهم المهني والوطني. كما حمّل المنتدى المؤسسات الإعلامية المسؤولية الأخلاقية والمهنية الكاملة، داعيًا إلى موقف عربي موحّد في رفض هذه الممارسات.

تأييد لموقف نقابة الصحفيين المصريين

في السياق ذاته، حيّا المنتدى الموقف الوطني الذي عبّر عنه نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، والذي رفض بشكل قاطع استضافة لابيد على أي منبر إعلامي عربي. واعتبر المنتدى أن هذا الموقف يعكس التزامًا حقيقيًا بالمبادئ المهنية والإنسانية.

الإعلام العربي في مواجهة التطبيع

واختتم المنتدى بيانه بالتأكيد على أن الإعلام العربي يجب أن يبقى منحازًا لحقوق الشعب الفلسطيني، وألا يتحول إلى أداة لتجميل صورة الاحتلال. كما دعا جميع الإعلاميين الأحرار إلى التمسك بمسؤولياتهم الوطنية والمهنية، والاستمرار في فضح جرائم الاحتلال ورفض التطبيع الإعلامي بكافة أشكاله.

مجازر متواصلة في غزة منذ أكتوبر

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي، وبغطاء أمريكي مطلق، يواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 191 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين.