-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
مفاجأة.. إنعاش الدكتور زكريا السنوار بعد إعلان استشهاده
عند نقله إلى ثلاجة الموتى
مفاجأة.. إنعاش الدكتور زكريا السنوار بعد إعلان استشهاده
-
18 مايو 2025, 11:11:06 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
شيماء مصطفى
في تطوّر درامي ومفاجئ هزّ الشارع الفلسطيني، أعلنت قناة الجزيرة أن الدكتور زكريا السنوار، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة الإسلامية بغزة، قد أُنعش من جديد بعد أن أُعلن استشهاده في قصفٍ صهيوني استهدف منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وبحسب التفاصيل، فقد أكّد الأطباء استشهاد السنوار في وقت سابق، قبل أن يُكتشف وجود علامات حياة على جسده عند نقله إلى ثلاجة الموتى. جرى على الفور تحويله إلى العناية الفائقة، وهو الآن في حالة حرجة للغاية.
بيتٌ سقط على تاريخه.. فهل ينهض منه من جديد؟
القصف الذي استهدف منزل السنوار أسفر عن استشهاد ثلاثة من أبنائه على الفور، وتحطم كامل للبيت بما فيه من ذكريات وصور وكتب ووثائق. لم يكن السنوار يحمل سلاحًا، بل كان يحمل رواية شعب، وذاكرة وطن تمتد من النكبة إلى الحصار، وكان يُعرف بمقولته الدائمة: "المقاومة تبدأ من الوعي".
عُرف زكريا السنوار في الأوساط الأكاديمية والثقافية كأحد أهم المؤرخين الفلسطينيين المعاصرين، وكصوت هادئ يوثق الألم الفلسطيني بالحبر لا بالبارود. لكن الحرب هذه المرة قررت ألا تميّز بين مؤرخ ومقاتل، بين القلم والبندقية.
العقل الذي قاوم.. لا يزال يصارع للبقاء
السنوار، الذي فقد شقيقه القائد في حركة حماس يحيى السنوار قبل أيام في غارة إسرائيلية، يُجسّد الآن صورة مثقلة للمعركة الكبرى التي تخوضها غزة: معركة البقاء بالكرامة، معركة الدفاع عن الإنسان، والعقل، والذاكرة في وجه آلة الحرب.
الوسط الأكاديمي والإعلامي في غزة يعيش حالة من الذهول، في انتظار أي خبر من العناية المركزة، على أمل أن لا يُطوى "أستاذ التاريخ" كما طُويت كتبه في بيت تحوّل إلى ركام.
غزة.. حيث ينجو الجسد أحيانًا ويستشهد الوعي كل يوم
رحيل الدكتور زكريا السنوار ـ إن تأكد ـ لن يكون مجرد رقم في سجل الشهداء، بل خسارة فادحة لعقلٍ من عقول غزة، في لحظة تحتاج فيها المدينة إلى من يُفسّر ويُوثّق ويُعلّم.
لكن الأمل لم يُقتل بعد.. فبين الحياة والموت، ما زال هناك قلبٌ أكاديمي ينبض وسط الركام.










