سياق متصاعد منذ "طوفان الأقصى"

مستوطنون يهاجمون منازل الفلسطينيين في بلدة بيتا جنوب نابلس وسط تصاعد الانتهاكات بالضفة الغربية

profile
  • clock 12 يونيو 2025, 1:51:44 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تصعيد جديد للاعتداءات المتواصلة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، هاجم عدد من المستوطنين صباح اليوم الخميس منازل المواطنين في بلدة "بيتا" جنوب مدينة نابلس، شمالي الضفة المحتلة، وذلك في إطار موجة متزايدة من العنف المنظم برعاية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

المستوطنون يحطمون المركبات ويعتدون على الأحياء السكنية

وبحسب مصادر محلية فلسطينية، فإن الهجوم نفذته مجموعات من المستوطنين المنطلقين من البؤرة الاستيطانية الجديدة التي أُقيمت مؤخرًا على أراضي الفلسطينيين جنوب البلدة. وقد استهدف الهجوم منازل المواطنين في حي "زعترة" و"بير قوزا"، حيث ألحق المستوطنون أضرارًا مادية بعدد من المركبات الخاصة، وسط حالة من الفوضى والرعب في صفوف السكان.

في المقابل، تصدى أهالي البلدة للهجوم ببسالة، ما أجبر المستوطنين على التراجع، في مشهد متكرر يعكس مدى صمود الفلسطينيين في وجه اعتداءات ممنهجة تستهدف اقتلاعهم من أرضهم.

سياق متصاعد منذ "طوفان الأقصى"

وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تصاعدت حدتها منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تزامنت مع عدوان عسكري إسرائيلي واسع على قطاع غزة، دخل شهره العاشر على التوالي، وأسفر حتى الآن عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال.

هذا التصعيد في الضفة الغربية، بما فيه من اقتحامات واعتداءات على الممتلكات والبشر، يُظهر بوضوح سياسة ممنهجة من قبل الاحتلال والمستوطنين لفرض أمر واقع استيطاني جديد، في ظل صمت دولي وعجز عن وقف هذه الانتهاكات اليومية.

انتهاكات الاحتلال: استراتيجية واحدة بوجهين

من جهة أخرى، لا يمكن فصل ما يجري في الضفة عن العدوان المتواصل على قطاع غزة، فكلاهما يعكس استراتيجية احتلالية واحدة تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية من خلال العنف والقوة.

وفي الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال تدمير البنية التحتية في غزة، وتشريد مئات آلاف السكان، تمضي المستوطنات في الضفة بتوسيع رقعتها على حساب أراضي الفلسطينيين، مستخدمة أدوات القمع، وتوفير الغطاء للمستوطنين لممارسة إرهابهم اليومي بحق السكان الأصليين.

دعوات لموقف دولي حازم

في ظل هذه التطورات الخطيرة، يُجدد الفلسطينيون مطالبتهم المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف حازم وإجراءات ملموسة لحماية المدنيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والعمل على وقف الاستيطان وجرائم الاحتلال التي تضع مستقبل الفلسطينيين في مهب الريح.

ويبقى صمود الأهالي في بيتا وغيرها من قرى وبلدات الضفة الغربية شاهدًا حيًا على إرادة شعب يرفض الانكسار، رغم آلة البطش والعدوان.

التعليقات (0)