تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشدة سياسة التجويع الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، معتبرًا إياها "جريمة القرن"، وداعيًا إلى تدخل دولي عاجل لرفع الحصار وإنهاء الكارثة الإنسانية المستفحلة.

تجويع الفلسطينيين جريمة ضد الإنسانية

في بيان صدر اليوم الإثنين، صرّح الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم محمد البديوي، أن "سياسة التجويع التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني من خلال الحصار الجائر ومنع دخول المساعدات، هي جريمة القرن ومثال صارخ على ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الإنسانية".

وشدد البديوي على أن هذه الممارسات تنتهك كل القيم والمبادئ الأخلاقية والقانونية الدولية، محمّلًا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، بما في ذلك سياسة التجويع الممنهج التي تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان.

دعوة إلى تحرك دولي فوري

وأكد مجلس التعاون في بيانه أن المجتمع الدولي مطالبٌ بالتحرك الفوري لوقف آلة القتل والحصار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة دون قيود، في ظل تقارير متزايدة عن تفشي المجاعة وانهيار الأمن الغذائي في غزة.

وأشار البديوي إلى أن المأساة الإنسانية تجاوزت الخطوط الحمراء كافة، داعيًا الحكومات والمنظمات الدولية إلى إنقاذ ما تبقى من الأرواح البريئة في القطاع، وخاصة الأطفال والنساء والمسنين.

دعم خليجي لحقوق الشعب الفلسطيني

كما جدد المجلس التأكيد على دعم دول الخليج لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها الحق في الحياة والحرية وتقرير المصير، وتحقيق سلام عادل وشامل ينهي عقودًا من الاحتلال والمعاناة.

فشل الاحتلال في الالتزام بالاتفاقيات الإنسانية

وأشار البيان إلى أنه في مارس الماضي، تهربت سلطات الاحتلال من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس، وأغلقت المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ما تسبب في تكدس آلاف الشاحنات على الحدود وحرمان سكان غزة من الغذاء والدواء.

مشاهد صادمة من قلب المجاعة

من ناحية أخرى، تداول ناشطون فلسطينيون مقاطع مصوّرة تُظهر حجم الكارثة داخل القطاع، حيث ظهر أطفال وكبار سن يعانون من الإعياء وفقدان التوازن، فيما بدت أجسادهم كالهياكل العظمية بفعل الجوع ونقص التغذية.

إبادة جماعية مستمرة بدعم أمريكي

يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي مباشر، قد أسفر حتى الآن عن أكثر من 200 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى ما يزيد عن 11 ألف مفقود، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، إلى جانب دمار واسع وتهجير قسري لمئات الآلاف.