-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
لماذا تصرّ إسرائيل على البقاء في "محور موراج"؟ رؤية من داخل العقل الإسرائيلي
لماذا تصرّ إسرائيل على البقاء في "محور موراج"؟ رؤية من داخل العقل الإسرائيلي
-
9 يوليو 2025, 9:53:08 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في صلب التعثر الحاصل في مفاوضات وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تبرز نقطة واحدة كخطّ أحمر لا تقبل به المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية في "تل أبيب": الإصرار على البقاء في محور موراج. فما سرّ هذا التمسك؟ ولماذا يُعتبر هذا المحور من وجهة النظر الإسرائيلية حجر أساس لا يمكن التنازل عنه؟
أولًا: ما هو محور موراج؟
ممر عسكري استراتيجي أقيم خلال عملية "العزة والسيف" الإسرائيلية في أبريل 2025.
يمتد جنوب قطاع غزة، بين خان يونس ورفح، بطول 12 كلم وعرض يصل لكيلومتر ونصف.
يشكّل فاصلاً عسكريًا يفصل جناحي القطاع الجنوبيين (لواء خان يونس ورفح)، ويمنع تواصل قوى المقاومة بينهما فوق الأرض وتحتها.
🟦 من وجهة النظر الإسرائيلية: لماذا البقاء في محور موراج مهم؟
1️⃣ أهمية عملياتية – عسكرية مباشرة
يُعدّ المحور حاجزًا ميدانيًا يسمح بمرونة في نشر القوات وتمركزها.
يتيح للجيش تنفيذ ردّ سريع واستباقي على أي تحرك للمقاومة، ويمنع عودتها للانتشار في رفح.
يشكّل أداة ضغط مستمرة حتى في ظل وقف إطلاق النار، من خلال حصار خان يونس ورفح ومنع الربط الجغرافي بينهما.
2️⃣ تحقيق عزلة جغرافية وسياسية داخل القطاع
تتحول منطقة ما بين محوري موراج وفيلادلفيا إلى منطقة "منزوعة المقاومة" عمليًا، مما يُضعف العمق التنظيمي واللوجستي لحماس.
إسرائيل ترى في ذلك خطوة لتقسيم القطاع داخليًا: منطقة شمالية محتملة لحكم ذاتي لاحقًا، وجنوبٌ محاصر لا قدرة له على التأثير الميداني.
3️⃣ بُعد سياسي-استخباري: قدم داخل غزة
المحور يمنح إسرائيل "موطئ قدم" داخل القطاع بعد أي اتفاق، ويُبقي لها حرية مناورة و"حق الفيتو" على أي ترتيبات مستقبلية.
سيطرة الاحتلال على هذا المحور تُعتبر من وجهة نظر الأمن الإسرائيلي بمثابة الضمان الأخير لمنع استعادة حماس لسيطرتها في الجنوب.
4️⃣ الورقة الخفية: مشروع بديل لحكم حماس
منطقة موراج-فيلادلفيا باتت خالية من حماس فعليًا، وتُدار جزئيًا بمجموعات محلية (مثل ميليشيا ياسر أبو شباب من الترابين) بتنسيق أمني غير مباشر.
تُقدّم هذه المنطقة نموذجًا أوليًا لـ"حكم محلي غير حمساوي" تريده إسرائيل أن يكون بديلاً على المدى المتوسط.
أي انسحاب منها سيُعرّض هذا النموذج للخطر ويُمكّن حماس من القضاء عليه، ما يُعيدها إلى سيطرة كاملة على الجنوب.
"موراج" كخط أحمر استراتيجي
يُفهم من الخطاب الأمني والسياسي الإسرائيلي أن البقاء في محور موراج لا يُمثل فقط مكسبًا عسكريًا ميدانيًا، بل هو جزء من مشروع أكبر لإعادة هندسة الوضع في غزة.
يتمّ توظيف هذا المحور ضمن رؤية شاملة تشمل إقامة "مدينة إنسانية" ومخيمات نزع التطرف، يتم فيها تحييد السكان عن المقاومة، وإعادة تشكيل البيئة الأمنية والسكانية للقطاع.
لماذا ترفض المقاومة هذا الأمر بشدة؟
ترى فيه محاولة استيطان أمني على الطريقة اللبنانية (حزام أمني جنوب لبنان سابقًا).
تعتبر أن بقاء الاحتلال فيه يفرّغ أي اتفاق تهدئة من مضمونه، ويُحول غزة إلى كانتونات معزولة بلا وحدة جغرافية أو أمنية.
وترى في السماح بسيطرة الاحتلال على موراج بوابة لزرع وكلاء أمنيين وإدارات محلية عميلة تُقوّض أي مشروع مقاومة.
خلاصة
محور موراج بالنسبة لإسرائيل ليس مجرد ممر عسكري بل هو:
🔹 حزام أمني-سياسي
🔹 مركز سيطرة استخباري
🔹 ورقة تفاوض حاسمة
🔹 تجربة حكم بديل
🔹 أداة لفرض واقع جديد داخل غزة
التمسك به يعكس فشل الاحتلال في الحسم العسكري، ولجوئه إلى الهندسة الأمنية والاجتماعية عبر أدوات ناعمة – ظاهرها إنساني، وباطنها أمني.







