تكبير الخط تصغير الخط

متابعة_ محمد خميس

في تطور أمني لافت يعكس حجم اختراق الصراع الإيراني الإسرائيلي للساحة الداخلية الإسرائيلية، أعلنت سلطات الاحتلال، اليوم الأحد، اعتقال مواطنَين يهوديين بتهمة التخابر مع جهات استخباراتية إيرانية، في أول حادثة من نوعها منذ بداية المواجهة المباشرة مع طهران.

عملية أمنية مشتركة تكشف الاختراق

وقال بيان مشترك صادر عن الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام "الشاباك"، إن وحدة "يمام" الخاصة، بالتعاون مع عناصر الشاباك، ألقت القبض الليلة الماضية على مواطنين إسرائيليين، بشبهة تنفيذ مخالفات أمنية خطيرة بتوجيه من استخبارات إيرانية.

وأشار البيان إلى أن تفاصيل التحقيق وهوية المشتبه بهما لا تزال خاضعة لأمر حظر النشر، في حين نُشر شريط فيديو يوثق لحظات اعتقال أحدهما من سيارة والآخر من داخل شقة سكنية.

الاعتقال رقم 23 منذ أكتوبر.. والأول في سياق الصراع الإيراني المباشر

ورغم أن هذه أول عملية اعتقال مرتبطة بالصراع الحالي مع إيران، فإنها تُضاف إلى 22 قضية أمنية أخرى تم إحباطها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق ما أكده جهاز "الشاباك"، الذي أشار إلى تزايد محاولات إيران لتجنيد مواطنين إسرائيليين لتنفيذ مهام أمنية تمسّ بأمن الدولة.

وقال مصدر في الشاباك: "في خضم المعركة مع إيران وإطلاق الصواريخ على مراكز استراتيجية داخل إسرائيل، نرصد خطرًا كبيرًا ناجمًا عن تعاون مواطنين مع العدو الإيراني، الذي يستغل المعلومات لإلحاق الأذى بالكيان."

تحذير رسمي من التعامل مع جهات أجنبية

وجددت الشرطة و"الشاباك" في بيانهما تحذيرهما لمواطني إسرائيل من إقامة علاقات مع جهات أجنبية أو تنفيذ مهام لصالحها، معتبرين أن مثل هذه الأفعال تُشكّل مخالفة قانونية خطيرة، وستُواجه بكل حزم.

وأكد البيان أن كافة الأجهزة الأمنية والقضائية ستعمل على تقديم المتورطين إلى العدالة، واستخدام أقصى العقوبات ضد كل من يثبت ضلوعه في أنشطة تجسسية أو تخابر لصالح العدو.

الجبهة الداخلية ليست محصّنة

تُظهر هذه الحادثة أن الصراع بين إيران وإسرائيل لم يعد يقتصر على المجالين العسكري والاستخباراتي التقليديين، بل امتد ليشمل الجبهة الداخلية الإسرائيلية نفسها، في مؤشر خطير على مدى تغلغل النفوذ الإيراني داخل الكيان عبر أدوات غير مباشرة.