-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
قمة ثلاثية بين الخليج وآسيان والصين: شراكة استراتيجية لمواجهة تحديات العصر
2.14 مليار نسمة و24 تريليون دولار: شراكة بثقل عالمي
قمة ثلاثية بين الخليج وآسيان والصين: شراكة استراتيجية لمواجهة تحديات العصر
-
27 مايو 2025, 4:59:38 م
-
457
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قمة ثلاثية بين الخليج وآسيان والصين
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم سياسيًا واقتصاديًا، انعقدت قمة تاريخية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، جمعت بين دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والصين، في إطار تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، ووضع أسس لشراكة استراتيجية شاملة تستجيب لتحديات المرحلة وتخدم مصالح الشعوب.
"استجابة لنداء العصر": القمة الثلاثية في ظل ضبابية جيوسياسية
أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ خلال كلمته في القمة أن هذا اللقاء الثلاثي غير المسبوق يمثل "استجابة لنداء العصر"، في عالم يعاني من عدم اليقين الجيوسياسي واضطراب النظام الاقتصادي العالمي. ويأتي هذا التوجه الجماعي في وقت تحاول فيه اقتصادات كبرى، تعتمد بشكل كبير على التجارة، حماية نفسها من السياسات الحمائية المتزايدة، لا سيما منذ إعلان الإدارة الأميركية السابقة عن رسوم جمركية طالت شركاء اقتصاديين عدة.
الخليج وآسيان والصين.. نحو شراكة اقتصادية عابرة للقارات
تمثل هذه القمة فرصة ذهبية لتوسيع آفاق التعاون بين التكتلات الثلاثة، حيث بحث القادة فرص الربط الاقتصادي البحري وتعزيز الأمن الغذائي، إضافة إلى تفعيل إطار التعاون الثنائي للفترة 2024 - 2028 بين مجلس التعاون وآسيان، بما يعكس الرغبة في تأسيس شراكة مستدامة تتجاوز العلاقات التقليدية.
تسريع التحول الرقمي ومواجهة تغير المناخ
ومن أبرز محاور القمة التركيز على التعاون التقني والعلمي من خلال إنشاء مراكز ابتكار مشتركة وتعزيز التحول الرقمي، إلى جانب الاستثمار في الطاقة النظيفة كأحد سبل مواجهة التغير المناخي. وشدد البيان الختامي على أهمية تعزيز التمويل الأخضر، وحماية حرية الملاحة البحرية في مناطق استراتيجية مثل البحر الأحمر وخليج عدن، لضمان أمن واستقرار التجارة الدولية.
2.14 مليار نسمة و24 تريليون دولار: شراكة بثقل عالمي
تعكس القمة الثلاثية ثقلًا ديمغرافيًا واقتصاديًا عالميًا، إذ يتجاوز عدد سكان دول الخليج وآسيان والصين 2.14 مليار نسمة، ما يشكل نحو 27% من سكان العالم. كما يصل الناتج المحلي الإجمالي المشترك لتلك الدول إلى أكثر من 24 تريليون دولار، أي 22% من الناتج العالمي. وتشير التوقعات إلى استمرار هذا النمو بنسبة تتراوح بين 4% و6% سنويًا حتى 2030، مدفوعًا بقطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة وسلاسل التوريد الذكية.
تبادل تجاري ضخم ورؤية نحو المستقبل
بلغ حجم التبادل التجاري بين دول الخليج وكل من الصين وآسيان حوالي 347 مليار دولار في عام 2023، وفقًا لما أعلنه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، الذي أوضح أن هذا الرقم يمثل أكثر من ثلث تجارة دول الخليج مع العالم. ويتوقع أن يتجاوز هذا الرقم 500 مليار دولار بحلول عام 2030، مما يعكس فرصًا واعدة لنمو التعاون الاقتصادي في المستقبل.
رؤية مشتركة من أجل عالم أكثر عدلًا وتوازنًا
واختتم البديوي حديثه بالتأكيد على أن ما يجمع الدول المشاركة في القمة هو رؤية شاملة تتجاوز الحسابات الضيقة، وتسعى إلى بناء نظام إقليمي ودولي أكثر عدالة وتوازنًا واستدامة، يعزز احترام حقوق الشعوب ويضمن أمن واستقرار المجتمعات.






