-
℃ 11 تركيا
-
7 أغسطس 2025
غارة إسرائيلية على بلدة تولين تستهدف مدنيين وسط تصاعد التوتر جنوب لبنان
الحكومة اللبنانية تبحث نزع سلاح حزب الله وسط التوتر الإقليمي
غارة إسرائيلية على بلدة تولين تستهدف مدنيين وسط تصاعد التوتر جنوب لبنان
-
6 أغسطس 2025, 1:01:52 م
-
415
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل على الأراضي اللبنانية، استُشهد فتى وأُصيب والده، اليوم الأربعاء، في غارة جوية شنتها طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت مرآب منزل ودراجة نارية في بلدة تولين جنوب لبنان.
هذا الاعتداء يأتي في سياق متكرر من الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، ويفتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول مستقبل الأوضاع الأمنية في الجنوب اللبناني.
تفاصيل الغارة الإسرائيلية في بلدة تولين
بحسب ما أوردته وسائل إعلام لبنانية، فإن الغارة وقعت في ساعات الصباح الأولى، حين استهدفت طائرة إسرائيلية مسيّرة موقعًا مدنيًا في بلدة تولين، ما أسفر عن استشهاد فتى في مقتبل العمر، وإصابة والده بجروح متفاوتة الخطورة.
وفي الوقت نفسه، ألقت طائرات الاحتلال قنابل صوتية في مناطق مختلفة جنوبي لبنان، بينها بلدة يارون قضاء بنت جبيل، وبلدة الخيام، في محاولة لبث الرعب بين السكان، وإرسال رسائل ميدانية للداخل اللبناني.
الاحتلال يبرر الغارات... ومزاعم باستهداف عناصر من حزب الله
الجيش الإسرائيلي، من جهته، أعلن في بيان رسمي أنه استهدف مواقع تابعة لـ"عناصر حزب الله"، زاعمًا أن هذه العمليات تهدف إلى منع إعادة التموضع وتعطيل قدرات الحزب في الجنوب.
كما أعلن الاحتلال عن مقتل حسام قاسم غراب، مدعيًا أنه أحد عناصر حزب الله الذين يشرفون على "خلايا مخربة" في سوريا تعمل على إطلاق قذائف باتجاه الجولان المحتل. هذا الإعلان يأتي كجزء من محاولات الاحتلال لتبرير اعتداءاته المتكررة، خاصة تلك التي تطال المدنيين وتخرق السيادة اللبنانية.
الحكومة اللبنانية تبحث نزع سلاح حزب الله وسط التوتر الإقليمي
الغارة الإسرائيلية الأخيرة جاءت بعد يوم واحد من انعقاد جلسة الحكومة اللبنانية التي ناقشت ملف حصر السلاح بيد الدولة، بناءً على ورقة مقترحة من الجانب الأميركي تطالب بنزع سلاح حزب الله كشرط للاستقرار.
وقد قررت الحكومة تكليف الجيش اللبناني بإعداد خطة تطبيقية لحصر السلاح في يد الدولة، على أن تُعرض الخطة على مجلس الوزراء قبل نهاية العام. كما تم تأجيل استكمال النقاش حول الورقة الأميركية إلى يوم الخميس المقبل.
حزب الله يرفض الطروحات الأميركية ويحذر من العدوان الشامل
من جانبه، رفض حزب الله على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الطروحات الأميركية بشأن نزع سلاح الحزب، مؤكدًا أن “أي جدول زمني لنزع السلاح يتم تحت سقف العدوان الإسرائيلي هو مرفوض تمامًا”.
وأضاف قاسم أن "العدوان الإسرائيلي لن يتوقف حتى لو تم نزع السلاح، وهذا ما تؤكده تصريحات قادة الاحتلال". وأشار إلى أن المقاومة اللبنانية أثبتت أنها رادع أساسي في وجه أي عدوان، وأن على الدولة اللبنانية أن تستفيد منها لا أن تسحب سلاحها.
كما شدد على أن المقاومة ليست مجرد تنظيم عسكري، بل هي مكون أساسي في اتفاق الطائف والدستور اللبناني، ويجب مناقشة استراتيجية أمن وطني شاملة بدلًا من فرض أجندات خارجية على الداخل اللبناني.
التصعيد الإسرائيلي في الجنوب... رسائل سياسية أم بداية مواجهة؟
يتضح من التصعيد الإسرائيلي المتكرر أن هناك نية واضحة لاختبار قدرة حزب الله والجيش اللبناني على الرد، في وقت تسعى فيه واشنطن وتل أبيب لفرض حلول تتناسب مع أمن إسرائيل دون مراعاة للتوازن الداخلي اللبناني.
في المقابل، تبدي المقاومة اللبنانية موقفًا متماسكًا ورافضًا لأي تنازل عن سلاحها، مع التأكيد على أن أي حرب جديدة ستكلّف العدو الإسرائيلي ثمنًا باهظًا، وأن الرد سيكون سريعًا ومباشرًا في حال تطور الوضع إلى مواجهة مفتوحة.
الغارة على بلدة تولين وما تبعها من تهديدات ومواقف، تؤكد أن لبنان يقف على مفترق طرق حساس. فبين الضغوط الدولية والتهديدات الإسرائيلية، تبقى وحدة الموقف الداخلي، والحفاظ على عناصر القوة الوطنية، هي الضمانة الوحيدة لصون السيادة اللبنانية ومنع تكرار سيناريوهات الماضي.








