بداية الحكاية: إصابة خطيرة غيّرت كل شيء

علاء مرشود من جنين: فقد يده برصاص الاحتلال وحوّل المحنة إلى طريق جديد للحياة

profile
  • clock 19 يوليو 2025, 3:13:46 م
  • eye 417
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
علاء مرشود

محمد خميس

لم يكن يوم التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 يومًا عاديًا في حياة الشاب علاء مرشود، ابن حي الشرقية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة. ففي لحظة غادرة أثناء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين، فقد علاء يده اليمنى، في إصابة ستغيّر مسار حياته إلى الأبد.

بداية الحكاية: إصابة خطيرة غيّرت كل شيء

يروي علاء، البالغ من العمر 21 عامًا، تفاصيل الحادثة قائلاً: "كنت في ساحة مستشفى جنين الحكومي عندما اقتحمت قوات الاحتلال المدينة. أطلق الجنود النار عشوائيًا على كل من كان بالمكان، وأُصبت برصاصة من نوع 250 اخترقت يدي اليمنى ومزّقتها تمامًا."

رغم محاولات الأطباء الحثيثة لإنقاذ اليد، إلا أن تفتيت العظام وتقطع الشرايين حال دون ذلك، وتم اتخاذ القرار المؤلم ببتر اليد.

من العجز إلى التحدي: إعادة بناء الحياة من جديد

في الأسابيع الأولى، عانى علاء من عجز تام عن أداء أبسط المهام اليومية، وكان يعتمد على من حوله. لكنه لم يستسلم، وبدأ تدريجيًا بتدريب نفسه على استخدام اليد اليسرى والتكيّف مع حالته الجديدة.

قبل الإصابة، كان يعمل في مجال التوصيل على دراجته النارية، لكنه فقد مصدر رزقه بعد عجزه عن القيادة. وبفضل دعم أصدقائه، قرر البدء بمشروع بسيط: بسطة لبيع المشروبات الساخنة. يقول علاء:

"أعمل بكرامة، وهذا أفضل من انتظار المساعدات. الحمد لله على كل حال."

الإيمان والصبر... دافع لمواجهة الابتلاء

رغم قساوة الألم والخسارة، يرى علاء أن المحنة زادته صلابة، مشيرًا إلى أن الله منحه صبرًا خارقًا، ويؤكد: "من يرضَ بقضاء الله، يمنحه الله القوة لتجاوز أصعب الابتلاءات."

ووجّه رسالة لكل من يعاني: "قربك من الله هو مصدر صمودك. لا تيأس، بل استثمر ألمك في بناء غدٍ جديد."

رحلة تعليمية جديدة بعد الإصابة

يقول مرشود إن إصابته كانت حافزًا لإعادة النظر في مستقبله، موضحًا: "حصلت على شهادة دبلوم في المحاسبة بعد الإصابة، لأنني أردت أن أخلق لنفسي فرصة جديدة في الحياة."

مناشدة للسلطة الفلسطينية لدعم المصابين

رغم عزيمته، يعاني علاء من إهمال الجهات الرسمية، ويؤكد حاجته إلى طرف صناعي يساعده على ممارسة حياته بشكل طبيعي. ويوجه نداءً للسلطة الفلسطينية: "أناشد المسؤولين تزويدي بطرف صناعي كي أتمكن من مواصلة حياتي بكرامة."

خلفية نضالية... وأسرة قدّمت الشهداء

ينحدر علاء من عائلة فلسطينية مقاومة، قدّمت شهداء وأسرى، بينهم عمّه وخاله، بينما لا يزال أحد أعمامه يقبع في سجون الاحتلال منذ 23 عامًا، ما يجسد امتدادًا طويلًا في مسيرة النضال والصمود الفلسطيني.

التعليقات (0)