صدمة في الداخل الإسرائيلي واعتراف رسمي بالخسائر

ضربة "أنصار الله" لمطار بن غوريون تزلزل الاحتلال.. تداعيات عسكرية وسياسية متصاعدة

profile
  • clock 6 مايو 2025, 4:00:53 م
  • eye 406
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في تطور نوعي غير مسبوق، أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية يوم الأحد 4 أيار/مايو الجاري، عن تنفيذ عملية عسكرية تمثلت في إطلاق صاروخ باليستي "فرط صوتي" باتجاه مطار "بن غوريون" في مدينة اللد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد خلّف هذا الهجوم صدمة قوية على المستويين الشعبي والسياسي داخل كيان الاحتلال، وأحدث تحولًا في نظرة الإعلام وصناع القرار في إسرائيل لطبيعة التهديد اليمني المتصاعد.

 

صدمة في الداخل الإسرائيلي واعتراف رسمي بالخسائر

بحسب الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي، أمين ذياب، فإن الضربة شكّلت تحولًا لافتًا، حيث اعترفت لأول مرة الجهات الرسمية الإسرائيلية بإصابة مباشرة لمطار "بن غوريون" منذ اندلاع الحرب على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023. ويُعد هذا الاعتراف مؤشراً واضحاً على حجم الضرر والتهديد الجديد الذي تمثله صواريخ "أنصار الله" من اليمن.

وأضاف ذياب، في تصريحات أن وسائل الإعلام العبرية أجمعت مع دوائر الحكم على أن الخطر القادم من اليمن لم يعد هامشيًا، بل يشكّل تهديدًا جديًا ومتزايدًا، خاصة بعد فشل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في التصدي للهجوم الأخير.

 

معارضة إسرائيلية تستثمر الضربة لتقويض حكومة نتنياهو

من جانب آخر، كشفت هذه الضربة عن مزيد من التصدع في المشهد السياسي داخل إسرائيل، حيث استغل قادة المعارضة الحدث لتوجيه سهام الانتقاد لحكومة بنيامين نتنياهو، محمّلين إياها مسؤولية فشلها في توفير الحماية للمستوطنين.

وذكر ذياب أن شخصيات بارزة كـ يائير لابيد وأفيغدور ليبرمان وقادة أمنيين سابقين، شنّوا هجومًا إعلاميًا وسياسيًا على الحكومة، معتبرين أن ازدياد أعداد الفارّين إلى الملاجئ مع كل صاروخ يمني يكشف العجز والفشل الرسمي أمام هذا التهديد الجديد.

 

الباحثون: الضربات اليمنية تتجاوز أثر حرب غزة

في سياق متصل، أكد الباحث في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة أن تأثير الضربات اليمنية على المجتمع الإسرائيلي يتجاوز بكثير ما تسببه حرب الاستنزاف في قطاع غزة. وأوضح أن هذه الضربات تُصيب البنية التحتية الحساسة في عمق إسرائيل، وتطال قطاعات واسعة من المستوطنين نفسيًا وماديًا واقتصاديًا.

وأشار هلسة إلى أن الصاروخ الأخير خلّف صدمة جماعية، وقال: "لم يبق أحد في إسرائيل إلا ولامسته نيران هذا الصاروخ بشكل أو بآخر"، معتبرًا أن الكيان يعيش الآن تحت تهديد دائم يصعب احتواؤه.

 

ردّ إسرائيلي محدود وتنسيق مع واشنطن

وعلى خلفية الضربة الصاروخية، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، هجومًا على مواقع في اليمن يوم الإثنين، زاعمة أنه رد على استهداف مطار "بن غوريون". إلا أن مراقبين اعتبروا أن الرد الإسرائيلي سيكون استعراضيًا أكثر منه عمليًا، في محاولة لطمأنة الجمهور الداخلي عبر صورة إعلامية مكثفة تشمل قصف الموانئ والمطارات والمواقع المكشوفة.

 

السياق الإقليمي: اليمن يواصل دعم المقاومة رغم القصف الأميركي

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل اليمن، ممثلًا بجماعة "أنصار الله"، دعمه للمقاومة الفلسطينية من خلال إطلاق الصواريخ واستهداف السفن التابعة للاحتلال وحلفائه في البحر الأحمر. ومع تصاعد الهجمات، كثّفت الولايات المتحدة غاراتها على اليمن منذ منتصف آذار/مارس الماضي، في محاولات لاحتواء التهديد المتصاعد للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

الضربة الأخيرة لمطار "بن غوريون" تمثّل نقطة تحول استراتيجية في موازين الصراع الإقليمي، وتُظهر كيف باتت اليمن لاعبًا مركزيًا يفرض إيقاعه على ساحة الصراع الممتد من غزة إلى البحر الأحمر.

التعليقات (0)