مجازر متكررة بحق المجوّعين تحت الحصار

شهادة مروّعة من غزة: جائعون يُجبرون على الزحف تحت الرصاص بحثًا عن الطعام

profile
  • clock 8 يونيو 2025, 2:01:08 م
  • eye 416
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في مشهد إنساني يختزل حجم الكارثة في غزة، وثّقت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" شهادة صادمة لأحد الناجين من مجازر استهداف المجوّعين، تحدث فيها عن معاناة المدنيين الذين أُجبروا على الزحف على الأرض تحت وابل من الرصاص، فقط لمحاولة الحصول على غذاء لعائلاتهم.

جوعى يزحفون تحت النيران: شهادة تهز الضمير العالمي

وقالت "أونروا" عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، إن مدنيين جائعين أُجبروا على الزحف على الأرض وسط إطلاق نار كثيف، في محاولة يائسة لتأمين الطعام لعائلاتهم، لكنهم في النهاية غادروا المكان بلا شيء سوى الخوف والإصابات.

وأكدت الوكالة أن هذا الواقع الإنساني لا يمكن معالجته إلا من خلال استئناف توزيع المساعدات بشكل آمن وواسع النطاق، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا عبر الجهات الأممية، وعلى رأسها أونروا.

ناجٍ من رفح: "لم أشهد شيئًا كهذا من قبل"

وفي شهادة ميدانية مرفقة بالمنشور، يروي أحد الناجين تفاصيل مروّعة عن ما جرى في أحد مراكز توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قائلاً:
"توجهنا إلى المركز فجراً، وانتظرنا الإشارة من قبل جيش الاحتلال للتحرك، لكن إطلاق النار لم يتوقف."

وأضاف: "زحفنا على الأرض لأكثر من ساعة، وحين توقف إطلاق النار قفز الناس وبدأوا بالركض، لكن عاد إطلاق النار وأُصيب كثيرون أثناء الركض... لم أشهد شيئًا كهذا في حياتي."

مجازر متكررة بحق المجوّعين تحت الحصار

تشير هذه الشهادات إلى أن المراكز المفترض بها أن تكون نقاط إنسانية لتوزيع الغذاء، تحولت بفعل سياسة الاحتلال إلى مصائد موت جماعي. وتكررت هذه المشاهد في أكثر من موقع في القطاع، حيث يُستهدف المدنيون أثناء بحثهم عن المساعدات التي لا تصل إليهم بطرق آمنة.

وتؤكد منظمات إنسانية أن توزيع المساعدات الإنسانية يجب أن يتم وفق معايير الحماية الدولية، وهو ما لا يتوفر في غزة حاليًا بسبب القيود العسكرية المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال.

180 ألف شهيد وجريح.. وكارثة إنسانية بلا أفق

تأتي هذه الشهادات في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي خلف حتى الآن:

أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء

أكثر من 11 ألف مفقود

نزوح مئات الآلاف من السكان

مجاعة خانقة تهدد حياة آلاف المدنيين

ويؤكد مراقبون أن استمرار استهداف المدنيين في أماكن توزيع الغذاء يرقى إلى جريمة حرب مكتملة الأركان، في ظل دعم أمريكي مطلق وصمت دولي متواطئ.

نداء عاجل من "أونروا": يجب استئناف المساعدات بأمان

في ظل هذا الوضع، طالبت "أونروا" بضرورة عودة آمنة وشاملة لإيصال المساعدات لجميع سكان غزة، مشددة على أن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الوكالة ذاتها.

وتبقى هذه الشهادات دليلاً حيًا على أن غزة ليست فقط ساحة حرب، بل ساحة اختبار للضمير العالمي، في مواجهة مجاعة وألم لا يبدو أن لهما نهاية قريبة.

التعليقات (0)