تكبير الخط تصغير الخط

التَّغيُّرات الجيوسياسيَّة في الإقليم، أصبحت تتطلَّب تغيُّرات في الخارطة السِّياسيَّة الإسرائيليَّة الدَّاخليَّة، وتدفع بالضَّرورة إلى فهم أعمق لمخطَّط شرق أوسط جديد.

في أروقة السِّياسة لدى دولة الكيان، بدأ يطفو على السَّطح وبشكل جليّ مفهوم جديد مفاده أنَّه سواء تم إعفاء نتنياهو من المحاكمة بصفقة، أو إيجاد تحالفات داخلية جديدة بديلة عن الصَّهيونيَّة الدِّينيَّة، فإن ذلك بات من الأهميَّة بمكان أن تستوفي دولتهم متطلَّبات ذلك، وأن تتساوق مع تلك المتغيِّرات، وليكون مقبولاً في المنطقة العربيَّة سريان وإستكمال برنامج الإبراهيميُّون الجُّدد، وقبول الفكر الصَّهيوني والسَّماح له بالتَّمدُّد والتَّوسُّع في المنطقة العربيَّة. (وهذه أحد أهم أهداف الكيان لإقامة مملكة داوود | إسرائيل الكبرى).

من أجل ذلك أطلَّ الرَّئيس الأمريكي "ترامب" عبر جميع المنصَّات الإعلاميَّة وبدأ حملة ترويج لهذه الخارطة السِّياسيَّة، وطالب المؤسَّسات الرَّسميَّة الإسرائيلية بالدَّفع نحو وقف محاكمة نتنياهو، وأبدى كامل الدَّعم له، وبدأ يضغط وبكل قوَّة لتثبيت الهدوء في الإقليم، ومحاولة الضَّغط على نتنياهو لإنهاء حرب غزة، كما أوقفها في سوريا وإيران قبل ذلك.

وعلى إعتبار أنَّ إقامة علاقات دبلوماسية مع السُّعودية وعُمان وإندونيسيا، وتعزيز العلاقات مع سوريا، والتَّوسع أكثر وأكثر في هذه العلاقات مع دول عربية وإسلامية أخرى، فإنَّه وفق التَّقديرات تُلزم إسرائيل بخطوات أو بإعلان بالتَّقدم نحو إقامة دولة فلسطينيَّة، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه الخارجيَّة الأمريكيَّة من أجل إنجاح مخطَّط "ترامب". 

الخاتمـــة

وفق مجريات الأحداث في الإقليم، فإنَّ ذلك أيضاً يستوجب إجراء تغيُّرات في الخارطة السِّياسيَّة الفلسطينيَّة الدَّاخليَّة، والقيام بتعديلات على البرامج السِّياسيَّة تتماشَى وتنسجم مع الوضع الجيوسياسي الجَّديد، خوفاً من فقد وضياع المكتسبات، والوقاية من أخطار التَّمدُّد والتَّوسُّع الصَّهيوني في المنطقة، أو تقزيم وتفتيت القضيَّة وإختزالها وتحويلها مع الوقت إلى قضايا مطلبيَّة حياتيَّة، شريطة المحافظة على المرتكزات الأساسيَّة والثَّوابت.