-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
دفاعًا عن شرف والدته.. هشام يودّع الحياة شهيد الكرامة في وجه البلطجة
دفاعًا عن شرف والدته.. هشام يودّع الحياة شهيد الكرامة في وجه البلطجة
-
25 مايو 2025, 11:01:30 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كتبت: شيماء مصطفى
في ليلة قاتمة من ليالي شهر مايو، اهتزت منطقة اللبيني في الهرم على وقع مأساة إنسانية تفيض بالشجاعة والبطولة. الشاب هشام أسامة، طالب جامعي في سنته الأخيرة، واجه مصيره المحتوم حين خرج دفاعًا عن والدته في لحظة هزت ضمائر الجميع.
هشام لم يكن سوى شاب بسيط، طيب الخلق، محبوب من جيرانه، يعيش حياة هادئة لا يعرف فيها المشاكل طريقًا. لكن ما واجهه في تلك الليلة لم يكن عاديًا: والدته تتعرض لتحرش لفظي وجسدي عنيف على يد بلطجي في الطريق، والابن الشجاع لم ينتظر مساعدة أحد. ركض بقلبه قبل جسده، مدفوعًا بنداء الكرامة.
شجاعة هشام وغدر البلطجي
واجه هشام المجرم وحده، دون سلاح، متسلحًا فقط بغضبه الشريف وغيرته. لكن البلطجي لم يتوانَ عن استخدام العنف الغادر. روايات الجيران تكشف تفاصيل تقطع القلب: طعنة قاتلة في البطن، ثم ضربة شنيعة على الرأس باستخدام "شاكوش"، سقط بعدها هشام وسط الشارع، وسط ذهول المارة، يصارع أنفاسه الأخيرة.
لم يسعفه الوقت، ولم تنجده صرخات المارة. أسلم الروح بعد دقائق، ليروي أرض الجيزة بدمائه الطاهرة، ويترك خلفه فاجعة لا تُنسى.
العدالة تتحرك: القبض على الجاني في وقت قياسي
لم تمضِ ساعات حتى أعلنت وزارة الداخلية القبض على المتهم، وهو مسجل خطر ومعروف بسوابقه. تحركت النيابة العامة فورًا، وبدأت تحقيقًا موسعًا، وسط مطالب شعبية بمحاسبة الجاني حسابًا عاجلاً ورادعًا.
مسؤولون تعهدوا بعدم التهاون مع الجريمة، خاصة مع تصاعد الأصوات الغاضبة على مواقع التواصل، مطالبة بالقصاص العادل لهشام، الذي بات يُلقب بـ"شهيد الرجولة".
جنازة شهيد أمّه تخترق القلوب
في مشهد تقشعر له الأبدان، خرج المئات من أهالي المنطقة في جنازة مهيبة لوداع هشام. ساد الصمت وجوه الجميع، وغصت العيون بالدموع. حمله رفاقه على الأكتاف، فيما ارتفعت لافتات تحمل صورته وكلمات تمجّد بطولته.
قال أحد جيرانه باكيًا: “هشام ما ماتش.. هشام علّمنا يعني إيه راجل بجد.”
هشام رمز في وجه العنف
هشام لم يكن مجرد شاب قتله الغدر، بل صار رمزًا للرجولة الحقيقية، أيقونة في وجه الصمت والخوف. قصته سيتناقلها الناس طويلاً، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الجيزة وقلوب من يرفضون السكوت على الظلم.
في زمن عزّ فيه النخوة، جاء هشام ليذكرنا بأن هناك من لا يزال يؤمن بالشرف، ولو كلّفه حياته.










