تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صباح اليوم السبت، جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة جديدة فجراً، راح ضحيتها أكثر من خمسة عشر فلسطينيًا كانوا ينتظرون مساعدات غذائية قرب إحدى نقاط السيطرة الأمريكية-الصهيونية وسط قطاع غزة.

إطلاق نار مباشر على مدنيين يبحثون عن الغذاء

وفي تصريح صحفي نقلته وكالة ، أكدت "حماس" أن جنود الاحتلال أطلقوا النار بشكل مباشر على المدنيين الجائعين، في جريمة وصفتها بـ"المروعة"، مشيرة إلى أن الحادثة تكشف "الوجه الإجرامي القبيح للاحتلال"، واستخدامه "الجوع كسلاح حرب"، عبر تحويل نقاط توزيع المساعدات إلى مصائد موت جماعي.

اتهام مباشر لحكومة نتنياهو وتحذير من صمت دولي

وأوضحت الحركة أن حكومة بنيامين نتنياهو تواصل استخدام المساعدات الإنسانية وسلاح التجويع كأداة للقتل والإذلال بحق المدنيين، معتبرة أن هذه الممارسات تمثل "جريمة وحشية غير مسبوقة في العصر الحديث" وانتهاكًا فاضحًا لكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية.

وشددت "حماس" على أن الصمت الدولي والتطبيع مع هذه الجرائم يُعد تواطؤًا واضحًا، محذرة من أن التاريخ لن يغفر لأي طرف يشارك بالصمت أو الدعم في هذه الإبادة الجماعية المستمرة.

دعوة لتحرك عربي ودولي عاجل

وجددت "حماس" دعوتها إلى المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتحرك الفوري لوقف المجازر، وإنهاء ما وصفته بـ"الآلية الدموية"، ودعت إلى كسر الحصار الجائر وفرض إدخال المساعدات عبر آليات الأمم المتحدة المعتمدة، دون تدخل إسرائيلي.

نحو 300 شهيد وأكثر من 2000 جريح أثناء انتظار المساعدات

ومنذ بدء ما تُعرف بـ"الشركة الأميركية الإنسانية" عملها تحت إشراف الاحتلال الإسرائيلي، ارتفع عدد الشهداء إلى قرابة 300 شهيد، بالإضافة إلى أكثر من 2000 جريح، جميعهم سقطوا خلال محاولتهم الوصول إلى الغذاء في ظل المجاعة التي تعصف بالقطاع.

الأمم المتحدة ترفض الآلية الإسرائيلية وتصفها بـ"مصيدة موت"

وكانت الأمم المتحدة قد رفضت منذ البداية التعامل مع "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، التي بدأت إسرائيل العمل من خلالها في 27 مايو/أيار، مشيرة إلى أن هذه الجهة تفتقر للنزاهة والحياد. كما وصفتها "أونروا" بأنها "نظام مهين" و"مصيدة موت".

استمرار إغلاق المعابر وتجويع ممنهج

منذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى منع إدخال أي مساعدات إنسانية، رغم وجود مئات الشاحنات المتكدسة على الحدود، في وقت يعاني فيه السكان من مجاعة واسعة النطاق.

إبادة مستمرة منذ 7 أكتوبر: آلاف الشهداء والمفقودين

منذ اندلاع العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبغطاء أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية ممنهجة في قطاع غزة، تشمل قتلًا وتجويعًا وتهجيرًا قسريًا وتدميرًا للبنى التحتية. وأسفرت هذه الحرب عن 183 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة.