"إسرائيل تنتهك كل قوانين الحرب"

جوزيب بوريل يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وتطهير عرقي في غزة: "أوروبا شريكة بالصمت"

profile
  • clock 10 مايو 2025, 1:45:50 م
  • eye 408
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
جوزيب بوريل

في تصريحات هي الأشد له منذ مغادرته منصبه، شنّ كبير مسؤولي السياسة الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، هجومًا لاذعًا على إسرائيل، متهمًا إياها بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، وتنفيذ أكبر عملية تطهير عرقي منذ الحرب العالمية الثانية، وسط تقاعس أوروبي وصفه بـ"المخزي".

 

بوريل: إسرائيل ترتكب تطهيرًا عرقيًا لخلق "وجهة سياحية"

 

وخلال كلمته أثناء تسلمه جائزة "تشارلز الخامس الأوروبية" في جنوب غرب إسبانيا، بحضور شخصيات مرموقة بينها الملك فيليبي السادس، قال بوريل إن ما يحدث في غزة هو تطهير عرقي ممنهج يهدف إلى إزالة الفلسطينيين من الوجود.

وأضاف: "نحن نواجه أكبر عملية تطهير عرقي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، من أجل إنشاء وجهة سياحية رائعة، بمجرد إزالة ملايين الأطنان من الأنقاض من غزة، وبعد أن يموت الفلسطينيون أو يُجبروا على الرحيل".

واعتبر أن استخدام العنف بهذه الطريقة لا يهدف فقط إلى الانتصار العسكري، بل إلى تغيير ديموغرافي كامل لقطاع غزة.

 

انتقادات حادة للدور الأوروبي: "نملك الوسائل لكننا لا نتحرك"

 

وفي لهجة غير مسبوقة، حمّل بوريل الاتحاد الأوروبي مسؤولية أخلاقية وإنسانية، مؤكدًا أن أوروبا تمتلك الوسائل للضغط على إسرائيل لكنها تكتفي بعبارات الإدانة الشكلية.

وقال: "لأوروبا القدرة والوسائل ليس فقط للاحتجاج على ما يجري، بل أيضاً للتأثير على سلوك إسرائيل. لكنها لا تفعل ذلك".
وأشار إلى أن أوروبا تزوّد إسرائيل بنصف القنابل التي تسقط على غزة، متسائلًا:
"إذا كنا نعتقد فعلاً أن عدد القتلى كبير جداً، فإن الرد الطبيعي هو تقليل تزويد الأسلحة، واستخدام اتفاقية الشراكة للضغط من أجل احترام القانون الإنساني الدولي".

 

"إسرائيل تنتهك كل قوانين الحرب"

 

وواصل بوريل هجومه باتهام إسرائيل بانتهاك جميع قواعد الحرب، واستخدام التجويع كأداة عسكرية في قطاع غزة، قائلًا:

"لقد أُلقي على غزة ما يعادل ثلاثة أضعاف القوة التفجيرية لقنبلة هيروشيما. لا ماء، لا طعام، لا كهرباء، لا وقود، ولا خدمات طبية".

وأضاف: "هذا ما قاله وزراء نتنياهو، وهذا ما نفذوه. نحن جميعاً نعلم ما يحدث هناك، وقد سمعنا جميعاً أهداف وزراء نتنياهو، وهي تصريحات واضحة بنية الإبادة الجماعية. نادراً ما سمعت زعيماً يشرح بهذه الوضوح خطة تنطبق على التعريف القانوني للإبادة الجماعية".

 

استمرار العدوان الإسرائيلي وسط دعم غربي متواصل

يأتي هذا التصعيد في الخطاب السياسي الأوروبي بالتزامن مع استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الشامل على قطاع غزة فجر 18 آذار/مارس 2025، بعد هدنة استمرت شهرين. ورغم الاتفاق المسبق لوقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل خرقت بنوده مرارًا، مستمرة في عمليات القصف والحصار المشدد.

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبغطاء أمريكي وأوروبي، تنفذ إسرائيل عدوانًا وصفه مراقبون ومؤسسات حقوقية بأنه إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، أسفر عن:

أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

أكثر من 14 ألف مفقود لا يزالون تحت الأنقاض.

 

موقف أوروبي على المحك والضمير الإنساني يُستصرخ

تصريحات بوريل تعكس تحولًا مهمًا في الخطاب الأوروبي، لكنها أيضًا تفضح عجزًا سياسيًا كبيرًا عن اتخاذ خطوات عملية لوقف المجازر في غزة. وبينما تتزايد أعداد الضحايا، تبقى أدوات الضغط الأوروبية معطّلة أو مُتعمّد إهمالها، في وقت يُطالب فيه ملايين من شعوب العالم بتحرك دولي فوري لحماية المدنيين.

ويبقى السؤال: هل تكون تصريحات بوريل بداية لموقف أوروبي حقيقي، أم أنها مجرد صرخة في وادٍ لا يُسمع فيه سوى صوت القنابل؟

 

التعليقات (0)