الغزو الأمريكي ونهب المنشآت

تقرير استقصائي: هل تمثل صواريخ "فتاح" الإيرانية امتدادًا لبرنامج "أبابيل" العراقي؟

profile
  • clock 28 يونيو 2025, 5:15:16 م
  • eye 531
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
صواريخ "فتاح" الإيرانية

متابعة_ 180 تحقيقات

في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة، أعادت إيران إحياء الجدل بإعلانها عن صواريخ باليستية فرط صوتية تحت اسم "فتاح"، وهو ما أثار تساؤلات جدية حول أصول هذه التقنية المتقدمة، خاصة بعد تداول معلومات استقصائية تؤكد ارتباط هذه الصواريخ ببرنامج الصواريخ العراقي الاستراتيجي المنهوب بعد 2003.

بداية القصة: برنامج "أبابيل" العراقي

يعود أصل القضية إلى برنامج "أبابيل" الصاروخي العراقي، الذي بدأ تطويره سرًّا منذ التسعينيات، وشمل نماذج متعددة:

أبابيل‑100

أبابيل‑200

أبابيل‑300 (قيد الاختبار قبل الغزو)

وقد استخدمت بغداد هذه الصواريخ في قصف "إسرائيل" عام 1991 بـ39 صاروخًا، لم تنجح منظومات الدفاع الإسرائيلية حينها في اعتراض أي منها، مما أكسب البرنامج أهمية استراتيجية قصوى.

الغزو الأمريكي ونهب المنشآت

عقب احتلال العراق عام 2003، شهدت منشآت التصنيع العسكري العراقية عمليات نهب ممنهجة، كان أبرزها في:

الطارمية

التاجي

اللطيفية

مواقع أخرى قرب بغداد

ووفق تقارير أمنية وفنية، نفذت هذه العمليات قوة خاصة إيرانية بالتنسيق مع مسلحين تابعين لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني.

النتائج الكارثية للعملية

أسفرت هذه العمليات عن:

الاستيلاء على أكثر من 1800 صاروخ جاهز أو قابل للتجميع.

سرقة ملفات برنامج "أبابيل" بالكامل، وتشمل:

تصاميم الدفع والمناورة.

بيانات الطيران والمدى.

وثائق البحوث الهندسية.

منصات إطلاق ميدانية.

اختفاء عدد من العلماء والخبراء العراقيين، حيث نُقل بعضهم قسرًا إلى إيران، بعد تهديدات طالت عائلاتهم.

شهادات فنية تؤكد السطو الممنهج

وفق شهادات موثقة، تم إجبار موظفين عراقيين على الكشف عن مواقع سرية لتخزين الصواريخ وتطويرها، ما سهل العملية الإيرانية، التي وُصفت بأنها واحدة من أخطر عمليات النهب العسكري في مرحلة ما بعد الغزو.

صواريخ "فتاح": إنجاز إيراني أم نسخة معدّلة من "أبابيل"؟

في عامي 2023 و2024، أعلنت إيران عن إنتاج صاروخين فرط صوتيين:

فتاح‑1

فتاح‑2

بمدى يتجاوز 1400 كيلومتر، وسرعة تفوق 13 ماخ، مع قدرة مناورات عالية تعيق عملية الاعتراض.
ورغم تقديم طهران لهذه الصواريخ على أنها إنجاز محلي صرف، تشير المقارنات التقنية إلى تطابقات واضحة مع تصاميم "أبابيل" العراقية، ما يعزز فرضية أن هذه المنظومات هي امتداد مباشر للبرنامج العراقي المسروق.

عملية ممنهجة لنهب "برنامج الردع العراقي"

تشير التحقيقات إلى أن إيران، وبدعم من فصيل كردي مسلح، استولت بشكل كامل على البنية التحتية والتقنية والعلمية للبرنامج الصاروخي العراقي، بما في ذلك:

الصواريخ.

المخططات.

البحوث.

المنصات.

والأهم: العقول.

هذه المعطيات تضع برنامج "فتاح" الإيراني في سياق مختلف تمامًا، ليس فقط من زاوية التطوير الذاتي، بل كجزء من عملية سطو استراتيجي إقليمي أعادت توجيه ميزان القوة في المنطقة. وقد تكون تداعيات هذه القصة طويلة الأمد، خاصة في ظل تصاعد المواجهات بين محور المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، وسط سباق تسلح غير مسبوق في الشرق الأوسط.

 

المصادر

المصدر: ترجمة استقصائية خاصة عن صحيفة "معاريف

التعليقات (0)