تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

شهد شمال قطاع غزة صباح اليوم هجومًا نوعيًا على دبابة إسرائيلية، نفذته خلية فلسطينية مكونة من أربعة مقاتلين، وفق ما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

وتمكن المقاومون من الوصول إلى الدبابة المتمركزة عند مدخل تحصين عسكري بين جباليا وأطراف حي الشيخ رضوان، حيث أطلقوا النار على قائدها، ثم ألقوا عبوة ناسفة عبر فتحة الدبابة، ما أدى إلى اشتعال النيران ومقتل كامل الطاقم.

تفاصيل القوة المستهدفة

كان التحصين يضم عناصر من الكتيبة 50 في لواء "ناحال"، بالإضافة إلى قوة مدرعات من لواء 401، الذي ينفذ عمليات قتالية منذ أسابيع على مداخل غزة الشمالية.

وتشير التحقيقات الإسرائيلية إلى احتمال تسلل المقاومين عبر نفق لم يُكتشف بعد، بينما كان قادة الموقع منشغلين بجلسة تقييم للوضع، ما ساهم في نجاح العملية.

الإعلام العبري وتفاصيل التنفيذ

أكد الإعلام العبري أن المقاومين وصلوا إلى مهجع الدبابات بعد عودتها مباشرة من النشاط العسكري، ما يفسر عنصر المفاجأة ودقة استغلال الثغرات الميدانية.

وتبرز العملية حجم الفجوة بين ادعاءات الاحتلال بشأن "جاهزية وتحكم بالقطاع" والواقع الميداني الذي كشف عن انكشاف تحصيناته.

قراءة عسكرية للعملية

التكتيك المقاوم:
استهداف الدبابة يعكس معرفة دقيقة بتشغيل دبابة الميركافا، خصوصًا نقاط ضعف الفتحات، مع الجمع بين القنص المباشر وإلقاء العبوة الناسفة.

الاختراق الأمني:
الحديث عن نفق محتمل يشير إلى استمرار مشكلة الجبهة تحت الأرض، رغم الحملات الإسرائيلية المكثفة المزعومة لتدمير البنية التحتية.

الإنهاك والتشتت:
تم استغلال لحظة عودة الدبابات من نشاط قتالي، حيث يكون الطاقم مرهقًا، مما سهل نجاح الهجوم.

البعد المعنوي:
العملية تؤكد أن دبابة الميركافا، التي تُعتبر من الأكثر تحصينًا في العالم، يمكن أن تتحول إلى فخ للموت عند مواجهة تكتيكات المقاومة الذكية.

تداعيات العملية على الاحتلال

توضح هذه العملية ثغرات الأمن القريب والتحصينات الميدانية للدبابات الإسرائيلية، وتفضح الاعتماد على قواعد حماية غير فعالة في مواجهة تكتيكات المقاومة المرنة.

كما ترسخ العملية صورة المقاومة الفلسطينية الاستراتيجية والتكتيكية، وقدرتها على استغلال أي نقاط ضعف في المعدات والتخطيط العسكري الإسرائيلي، وهو ما يمثل ضربة معنوية كبيرة للجيش الإسرائيلي.

تثبت عملية تفجير الدبابة في شمال غزة مرة أخرى أن المقاومة الفلسطينية تمتلك القدرة على تنفيذ هجمات دقيقة ومدروسة، تجمع بين التكتيك الذكي والمعرفة الميدانية العميقة، وتفضح هشاشة التحصينات الإسرائيلية المزعومة.

كما تؤكد العملية استمرار التحديات الأمنية التي يواجهها الاحتلال على الأرض، سواء عبر الأرض أو الأنفاق، وتسلط الضوء على البعد المعنوي الكبير لأي خسائر في المعدات البشرية.