تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: شيماء مصطفى

في تحول لافت في الخطاب الغربي، أدان وزير الخارجية البريطاني بوضوح الوضع الإنساني الكارثي في غزة، مؤكدًا أن المدنيين الفلسطينيين "واجهوا التجويع والتشريد، والآن يواجهون قصفًا جديدًا ومعاناةً متجددة". هذا الاعتراف البريطاني يأتي كإقرار نادر من مسؤول غربي بأن سياسات الاحتلال لا تستهدف فقط المسلحين بل المدنيين بالدرجة الأولى.

الرهائن في خطر بسبب استمرار الحرب

لفت الوزير إلى أن استمرار العدوان يعرض الرهائن المتبقين في غزة لخطر أكبر، مشددًا على أن معظم الرهائن الذين أُفرج عنهم كان ذلك عبر التفاوض وليس باستخدام القوة، في تفنيد مباشر للرواية الإسرائيلية التي تبرر التصعيد بحجة تحريرهم.

الكارثة الإنسانية تتفاقم

أكد وزير الخارجية أن الانهيار الذي أعقب وقف إطلاق النار قبل شهرين أدى إلى مضاعفة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بسرعة كبيرة، في إشارة إلى فشل الجهود الدولية في احتواء الوضع، وتحميل تل أبيب المسؤولية عن تعقيده.

استهداف ممنهج للمنشآت الصحية وعمّال الإغاثة

في واحدة من أقوى العبارات الصادرة عن مسؤول بريطاني، اتهم الوزير "إسرائيل" بـالاستهداف المتكرر للمستشفيات، وبأن عددًا متزايدًا من عمال الإغاثة قد قُتلوا، في إدانة غير مسبوقة للسلوك العسكري الإسرائيلي تجاه المنشآت الإنسانية.

تحرك دبلوماسي: استدعاء السفيرة الإسرائيلية

أكدت وكالة رويترز أن الحكومة البريطانية استدعت السفيرة الإسرائيلية في لندن، احتجاجًا على توسيع العمليات العسكرية، في خطوة دبلوماسية توحي بأن الغضب البريطاني تخطى التصريحات وأخذ منحًى عمليًا.

تعليق اتفاقية التجارة الحرة

ضمن الإجراءات التصعيدية، أعلن وزير الخارجية البريطاني تعليق مفاوضات التجارة الحرة مع الحكومة الإسرائيلية، ما يوجّه ضربة اقتصادية رمزية ذات دلالات سياسية قوية، خصوصًا في توقيت حساس بالنسبة للعلاقات البريطانية–الإسرائيلية.

تحذير لنتنياهو: الحصار ليس حلاً

وجه الوزير رسالة مباشرة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قائلاً: "ارفع الحصار وأدخل المساعدات"، مضيفًا أن توسيع العملية العسكرية لا يمكن تبريره أخلاقيًا، وأن الخطة الإسرائيلية لن تقصي حماس ولن تحقق الأمن، في تشكيك صريح بجدوى النهج الإسرائيلي.

إدانة تصريحات سموتريتش: تطرف وحشي

ختم الوزير البريطاني هجومه بإدانة قوية لتصريحات وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش حول "تطهير غزة"، واصفًا إياها بـ"التطرف الخطير والوحشي"، ومؤكدًا أن بريطانيا تدينها بأشد العبارات.

موقف وزير الخارجية البريطاني يعكس تحولًا نوعيًا في الموقف الغربي من العدوان على غزة، إذ لم تعد لندن تكتفي بالقلق الدبلوماسي، بل بدأت تتخذ خطوات حقيقية ضد الاحتلال سياسيًا واقتصاديًا، وهو ما قد يشكل ضغطًا متزايدًا على تل أبيب ويفتح الباب أمام تحركات أوروبية موازية إذا استمر العدوان.