تكبير الخط تصغير الخط

في تصريح أثار موجة من الانتقادات، جدد السفير الأمريكي لدى دولة الاحتلال، مايك هاكابي، دعم بلاده لفكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم الرفض الإقليمي والدولي المتصاعد، وذلك في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

لا خطة لـ"اليوم التالي" ودعم ضمني للتهجير

وخلال مقابلة له مع قناة /12/ العبرية، أقر هاكابي بأن الإدارة الأمريكية لا تملك خطة واضحة لما يُعرف بـ"اليوم التالي" في غزة، إلا أنه أبدى دعمه لما وصفه بـ"إتاحة المجال أمام من يرغب بمغادرة القطاع"، وهو ما اعتبره مراقبون تلميحًا مباشرًا لدعم التهجير القسري.

إعادة الإعمار مشروطة بمشاركة خليجية

وأشار السفير الأمريكي إلى أن إعادة إعمار قطاع غزة ستكون بمشاركة دول الخليج العربي، دون أن يوضح طبيعة هذه المشاركة، أو مدى توافقها مع المبادرات العربية القائمة التي تشدد على ضرورة إعادة الإعمار دون المساس بالوجود السكاني الفلسطيني في غزة.

اتهام لحماس وتهرّب من المسؤولية

وخلال حديثه، ألقى هاكابي باللوم على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، زاعمًا أنها "العقبة الوحيدة" أمام التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى أو وقف إطلاق النار.
ويأتي هذا التصريح رغم أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل خروقاته للاتفاقات، ويمنع دخول المساعدات ويصعّد قصفه للمدنيين، بحسب تقارير دولية وحقوقية.

جولة ترامب المرتقبة: تجاهل مقصود أم تركيز اقتصادي؟

وتطرّق هاكابي إلى الجولة المرتقبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنها "تركّز على الفرص الاقتصادية"، نافياً وجود أي دلالات سياسية وراء عدم شمول إسرائيل في هذه الجولة.
وأكد أن ترامب أمضى وقتًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من أي زعيم آخر، في محاولة لتبرير هذا التجاهل الدبلوماسي اللافت.

ترامب يروج للتهجير رغم الرفض العربي والدولي

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني 2025، يروّج ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهي الخطة التي قوبلت برفض واضح من البلدين، وانضمت إليهما لاحقًا دول عربية ومنظمات إقليمية ودولية أدانت المشروع، وعدّته خرقًا للقانون الدولي ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

مصر تطرح بديلاً.. وترامب ونتنياهو يرفضان

بالمقابل، قدمت مصر خطة بديلة تقوم على إعادة إعمار غزة ضمن رؤية عربية وإسلامية شاملة دون تهجير السكان، لكن المقترح قوبل برفض مباشر من كل من ترامب ونتنياهو، ما يعكس إصرارًا على فرض حلول أحادية تخدم أجندة الاحتلال.

العدوان مستمر: خرق للتهدئة وتواطؤ دولي

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استأنف عدوانه على قطاع غزة فجر 18 مارس/آذار 2025، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في 19 يناير/كانون الثاني، إلا أن إسرائيل خرقت بنود الاتفاق طيلة فترة التهدئة.

أرقام صادمة: إبادة جماعية بدعم أمريكي وأوروبي

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، أسفرت عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وسط دعم سياسي وعسكري مباشر من الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية.