مجلس حكماء التوراة يلتئم غدًا لحسم الموقف

تصدّع غير مسبوق يضرب حكومة الاحتلال: شاس يعلن دعم حل الكنيست وسموتريتش يحذر من خسارة الحرب

profile
  • clock 4 يونيو 2025, 2:59:41 م
  • eye 412
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

180 تحقيقات – متابعة خاصة
تتجه حكومة الاحتلال الصهيوني نحو التفكك السريع والانهيار المحتمل، وسط أزمة داخلية تتفاقم ساعة بعد ساعة، مع إعلان حزب "شاس" الحريدي الشرقي، أحد أبرز حلفاء نتنياهو، دعمه لحل الكنيست، وتحذيرات أطلقها وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش من أن انهيار الائتلاف قد يعني "خسارة الحرب" في غزة ووقف العدوان، حسب تعبيره.

وفي تطور بالغ الخطورة، نقلت قناة 12 العبرية عن مصدر مطّلع أن أعضاء الكنيست عن حزب "شاس" عقدوا مساء اليوم اجتماعًا عاجلًا خارج مبنى الكنيست، في ظل تدهور العلاقات داخل الحكومة وتزايد الضغوط من المرجعيات الدينية لاتخاذ موقف حاسم.

وقال سموتريتش، زعيم "الحزب الصهيوني الديني"، في تصريحات عاجلة لأعضاء كتلته البرلمانية:

> "نحن نمرّ بأزمة حقيقية وخطيرة، وعلى بُعد خطوة واحدة من انتخابات قد تضع حدًا للحرب وتُفضي إلى خسارة لا سمح الله"، مشددًا على ضرورة ضبط النفس ومنع الوزراء من التحدث للإعلام في هذه اللحظات الحرجة.


مجلس حكماء التوراة يلتئم غدًا لحسم الموقف

وأكدت القناة 12 أن مجلس "حكماء التوراة" التابع لـ"أغودات إسرائيل" سيجتمع غدًا للمصادقة رسميًا على قرار كبار الحاخامات بدعم التوجّه نحو حل الكنيست، في موقف موحد مع حزب "ديجل هتوراه" وحليفهم "شاس"، في خطوة تُعد بمثابة خلع حقيقي لركيزة أساسية من ركائز ائتلاف نتنياهو.

وتعزز هذا التوجه بتصريح صادر عن مسؤول في حزب "شاس" نقله الصحفي العبري يشاي كوهين، جاء فيه:

> "لن يكون هناك انقسام بين الفصائل الحريدية، نحن موحّدون في الدفاع عن طلاب المدارس الدينية، وجميع قراراتنا تتخذ بتنسيق تام بين شاس وديجل هتوراه".


نتنياهو في مأزق غير مسبوق

في المقابل، كشفت القناة 15 أن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أطلق استغاثة داخلية عبر دعوة نوابه ووزرائه لبذل كل الجهود لإقناع الحريديم بالحفاظ على تماسك الحكومة خلال ما وصفوه بـ"زمن الحرب"، محذرين من أن تفكك الائتلاف قد يؤدي لانهيار فوري لحكومة الاحتلال.

كما أكدت هيئة البث الرسمية العبرية أن جلسة "شاس" الطارئة انتهت وسط تقديرات عالية بدعم الحزب لحل الكنيست، بينما أفادت صفحة "ميلوكاديم" المقربة من حزب الليكود أن "شاس قررت قطع تحالفها التاريخي مع الليكود"، ما يُعتبر انهيارًا فعليًا لعلاقة امتدت منذ عام 2015.

وتبرز أهمية هذا القرار كون زعيم "شاس" أرييه درعي يُعدّ من أكثر الشخصيات استقرارًا ووفاءً لحكومات نتنياهو المتعاقبة، وهو ما يجعل الانفكاك الحاصل اليوم ضربة قاصمة لحكومة الاحتلال التي تعاني أصلًا من شلل داخلي وخلافات متفجرة حول قانون التجنيد، إلى جانب حالة الإنهاك العسكري المتصاعد نتيجة فشل عدوانها على غزة.

أزمة مركبة في قلب كيان الاحتلال

هذه التطورات تأتي في سياق أزمة متعددة المستويات داخل المنظومة الصهيونية، تتقاطع فيها الأزمات السياسية مع الاستنزاف العسكري، والانقسام الشعبي، وانعدام الثقة بالقيادة، ما يؤشر إلى احتمال الدخول في دوامة انتخابات جديدة في خضم واحدة من أخطر الحروب التي يخوضها الاحتلال منذ نشأته.

في المشهد العام، يبدو أن حكومة نتنياهو تعيش أيامها الأخيرة، مع تآكل شرعيتها، وتصاعد الشروخ الداخلية، وعجزها عن تحقيق أهدافها العسكرية أمام صمود المقاومة الفلسطينية وثبات الشعب الفلسطيني على أرضه.

التعليقات (0)