تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

تشهد مدينة غزة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا في ظل استمرار العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي، وسط تحولات تكتيكية في أساليب المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، التي باتت تعتمد نمطًا جديدًا في مواجهة قوات الكيان الصهيوني داخل المدينة.

حماس تغيّر قواعد الاشتباك وتستعد لحرب عصابات

بحسب صحيفة "معاريف" العبرية، فإن أجهزة الأمن التابعة للاحتلال، بما فيها الجيش والشاباك، باتت تدرك أن حركة حماس وضعت على رأس أولوياتها خلال المعركة الجارية في غزة هدفًا استراتيجيًا يتمثل في أسر جنود إسرائيليين. هذا التوجه يعكس تطورًا نوعيًا في تكتيكات المقاومة، التي باتت تتجنب خوض معارك تقليدية بخطوط دفاعية واضحة، وتلجأ إلى التحصن تحت الأرض استعدادًا لحرب عصابات تستهدف القوات بعد تمركزها داخل المدينة.

العبوات الناسفة والمباني المتفككة تهدد تقدم الاحتلال

أشارت الصحيفة إلى أن حماس زرعت عددًا كبيرًا من العبوات الناسفة في محيط المناطق المستهدفة، بهدف إيقاع خسائر مباشرة في صفوف قوات الاحتلال. كما أن حالة المباني العالية، التي بدأت بالتفكك بفعل الغارات الجوية المكثفة، تشكل خطرًا إضافيًا على تقدم القوات، حيث تتساقط الحجارة والكتل الإسمنتية والجدران بشكل مفاجئ، ما يعرقل الحركة ويزيد من احتمالات وقوع إصابات.

الاحتلال في حالة استنفار خوفًا من الأسر

في ظل هذه التهديدات، تعمل المنظومة الأمنية للكيان الصهيوني على توعية الجنود والمقاتلين بطبيعة المخاطر المحدقة بهم، خاصة فيما يتعلق بمحاولات الأسر، التي تعتبرها حماس إنجازًا كبيرًا في المدى القريب. وقد تم إصدار تعليمات صارمة للقوات بشأن كيفية التحرك داخل المدينة، وتفادي الوقوع في كمائن المقاومة.

العدوان مستمر والمقاومة تتصاعد

يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار العدوان الوحشي الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أشهر، والذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين. ورغم القوة العسكرية الهائلة التي يستخدمها الكيان الصهيوني، فإن المقاومة الفلسطينية تواصل صمودها وتطوير أدواتها، في مشهد يعكس إرادة شعب يرفض الخضوع للاحتلال ويصر على نيل حقوقه الوطنية.