تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم السبت، تحذيرًا عاجلًا من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة عشرات الآلاف من الأطفال، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وانعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل كامل داخل القطاع.

وقال المكتب في بيان رسمي، إن أكثر من 100 ألف طفل أعمارهم دون العامين، بينهم نحو 40 ألف رضيع دون العام الواحد، يواجهون خطر الموت الجماعي خلال أيام قليلة إذا لم يتم إدخال حليب الأطفال بشكل فوري.

مياه بدل الحليب: مشهد مأساوي يتكرّر يوميًا

وأشار البيان إلى أن الأمهات في غزة اضطررن لإرضاع أطفالهن الماء عوضًا عن الحليب، نتيجة سياسة التجويع والإبادة التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال أبسط الاحتياجات الأساسية.

كما سجلت المستشفيات والمراكز الصحية خلال الأيام الأخيرة مئات حالات سوء التغذية الحاد يوميًا، وسط عجز شبه تام في الاستجابة الطبية بسبب الانهيار الشامل للقطاع الصحي وانعدام الموارد الغذائية والعلاجية.

ووفق الإحصاءات الأخيرة، بلغ عدد الوفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية إلى 122 حالة، من بينهم 83 طفلًا، في واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في العصر الحديث.

مطالب عاجلة باسم الإنسانية

وأطلق المكتب الإعلامي الحكومي نداءً عاجلًا باسم الضمير الإنساني العالمي، موجّهًا المطالب التالية للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية:

إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية فورًا ودون أي تأخير.

فتح جميع المعابر مع قطاع غزة بشكل فوري ودون شروط.

كسر الحصار الإجرامي المفروض على غزة بالكامل.

التحرك الدولي العاجل لوقف هذه المقتلة الجماعية البطيئة.

تحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة

وأكد المكتب أن الاحتلال الإسرائيلي والدول الداعمة له يتحملون المسؤولية الكاملة عن الجريمة المرتقبة ضد أطفال غزة، محذرًا من أن الصمت الدولي المتواصل يمثل تواطؤًا فاضحًا في هذه الإبادة الجماعية.

إبادة جماعية متواصلة منذ أكتوبر 2023

وتأتي هذه التطورات في سياق الإبادة الجماعية الشاملة التي تشنها "إسرائيل" ضد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تشمل القتل والتدمير والتهجير القسري والتجويع الممنهج، بدعم أميركي مباشر، في تحدٍ سافر للقرارات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.

وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن أكثر من 203 آلاف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد عن 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة واسعة النطاق أودت بحياة عدد كبير من المدنيين، خصوصًا الأطفال.