ما بعد الإنزال: خيارات مفتوحة

"بلطجة عسكرية" أم تمهيد لتفاوض؟.. قراءة في دلالات الإنزال الإسرائيلي قرب دمشق

profile
  • clock 6 يوليو 2025, 12:07:50 م
  • eye 576
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تطور ميداني غير مسبوق منذ سقوط النظام السوري في ديسمبر/كانون الأول الماضي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي إنزالًا جويًا قرب العاصمة السورية دمشق، بالتزامن مع توغل بري محدود في ريفها الغربي، فجر الجمعة 4 يوليو/تموز الجاري، ما أعاد إلى الواجهة احتمالات التصعيد العسكري مقابل سيناريوهات التفاوض.

عملية نوعية في توقيت حساس

العملية الإسرائيلية، التي نفذتها وحدات خاصة، تُعد الأولى من نوعها منذ التغيير السياسي الجذري في دمشق، ما يثير تساؤلات حول أهدافها ورسائلها السياسية، خصوصًا مع المتغيرات المتسارعة في المشهد السوري بعد الإطاحة بالنظام السابق، وصعود قوى محلية جديدة تحظى بدعم إقليمي متباين.

استعراض قوة أم ضغط تفاوضي؟

يرى محللون أن الإنزال الإسرائيلي قد يكون بمثابة استعراض قوة عسكري في ظل الفراغ السياسي النسبي في سوريا، بينما يعتبره آخرون محاولة للضغط على القوى المسيطرة حديثًا في العاصمة، لدفعها إلى تفاهمات أمنية غير مباشرة، خاصة فيما يتعلق بالوجود الإيراني أو تحركات فصائل المقاومة في الجنوب السوري.

التصعيد في سياق إقليمي متوتر

تأتي هذه العملية ضمن سياق إقليمي أكثر توترًا، مع تصاعد الاشتباكات في الجبهة اللبنانية، واستمرار العدوان على قطاع غزة، وازدياد الضغوط الدولية على حكومة الاحتلال. كما تزامنت مع تحركات أمريكية في الشرق السوري، ما يفتح الباب أمام تكامل أدوار محتمل أو تفاهمات ضمنية بين واشنطن وتل أبيب في الملف السوري.

ردود الفعل الصامتة... حتى الآن

حتى اللحظة، لم تصدر ردود رسمية من الجهات السورية الجديدة أو من حلفائها الإقليميين بشأن العملية، في حين التزمت إيران و"حزب الله" الصمت، وهو ما يزيد من غموض المشهد ويعزز فرضية وجود قنوات تواصل خلف الكواليس، ربما تشهد تحولات خلال الأسابيع المقبلة.

ما بعد الإنزال: خيارات مفتوحة

الإنزال الإسرائيلي قرب دمشق يحمل رسائل مزدوجة: فهو من جهة يُظهر القدرة الإسرائيلية على العمل العميق داخل الأراضي السورية، ومن جهة أخرى يفتح المجال أمام سيناريوهات تفاوضية جديدة، خاصة إذا ما استُتبع بتحركات دبلوماسية أو عروض وساطة عبر أطراف ثالثة.

التعليقات (0)