تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

🇯🇴 قرار سيادي يرفض التطبيع الرياضي

في خطوة وطنية شجاعة، أعلن الاتحاد الأردني لكرة السلة انسحاب منتخب الشباب تحت 19 عامًا من مباراته أمام منتخب الاحتلال الإسرائيلي، التي كانت مقررة اليوم الأحد 29 حزيران/يونيو، ضمن منافسات بطولة كأس العالم للشباب المقامة في سويسرا.

وأوضح الاتحاد في بيان رسمي أن قراره جاء "احترامًا للموقف الوطني الرافض للتطبيع الرياضي مع الاحتلال"، مشيرًا إلى مراسلات مباشرة مع الاتحاد الدولي لكرة السلة "فيبا" للمطالبة بعدم إقامة المباراة. وقد استجاب "فيبا" بطريقته، حيث قرر إلغاء اللقاء واحتساب نتيجته لصالح المنتخب الإسرائيلي.

 "لن نلعب مع الكيان": موقف اللاعبين يتقدم على النتيجة

اللاعب الدولي الأردني محمود عابدين كان من أوائل من علّق على القرار، قائلاً عبر منصة "إكس": "لن نلعب مع الكيان... الانسحاب من مواجهة الاحتلال هو أجمل انتصار لأنه موقف، وليس مجرد مباراة."
وأضاف: "الانسحاب أمام الكيان ليس هروبًا، بل إعلان شرف وكرامة لا تُقاس بالنتيجة."

 دعم شعبي ورسمي واسع: "الكرامة أهم من البطولة"

القرار حظي بتفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره الأردنيون موقفًا وطنيًا يُعبّر عن إرادة الشعب في رفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال.

نضال منصور، الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين، قال إن القرار "ينسجم مع المزاج العام في الشارع الأردني الداعم للقضية الفلسطينية، في وجه إبادة جماعية متواصلة منذ أكتوبر 2023".

أما النائبة ديمة طهبوب، فكتبت عبر "فيسبوك": "موقف مشرف، احترامًا وفخرًا لكل من وقف هذا الموقف... فوز الكرامة والتفوق الأخلاقي والمبدئي."

وأشاد "القطاع الشبابي" في حزب جبهة العمل الإسلامي بالموقف، قائلًا: "أسود منتخبنا الوطني ينسحبون من مباراة الاحتلال... شكرًا لأسود الأردن على هذا الموقف المشرّف".

 الشارع الأردني: "أنتم أكبر من البطولة"

منصات "فيسبوك" و"إكس" امتلأت برسائل الدعم والتقدير للقرار، حيث كتب الناشط مصطفى القضاة: "موقف مشرف يعكس مبادئنا قبل أي رياضة".

وغرّد المواطن حازم الفقها: "فزتم بأكبر من البطولة برُمتها... وأنتم في عيوننا أكبر من كل البطولات".

 الاحتلال يواصل جرائمه.. والرد الشعبي يتصاعد

يأتي هذا القرار الأردني بالتزامن مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، بدأت في 7 أكتوبر 2023، وتشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، وسط دعم أمريكي وتجاهل دولي.

وحتى اللحظة، أسفرت هذه الإبادة عن 189 ألف شهيد وجريح، بينهم آلاف النساء والأطفال، إضافة إلى 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون تحت خطر المجاعة والدمار.

هكذا، ينتصر منتخب الأردن وقادته وشارعه للكرامة الوطنية والعدالة الإنسانية، مؤكدين أن الرياضة ليست فوق المبادئ، وأن التطبيع مع الجريمة لا مكان له في سجل الأحرار.