تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس
أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن جميع سكان قطاع غزة يعانون من الجوع الشديد، مشيرة إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تشهدها غزة منذ أكثر من 21 شهرًا بفعل سياسة التجويع والقتل الممنهج التي تنتهجها إسرائيل بدعم أمريكي.

وفي منشور لها عبر منصة "إكس"، قالت المنظمة: "الجميع جوعى في غزة، لكن الأطفال هم الأكثر معاناة"، مضيفة أنه حتى تاريخ 25 يوليو، تم تسجيل وفاة 83 طفلًا نتيجة سوء التغذية الحاد، وهو رقم مرشح للارتفاع في ظل استمرار الحصار.

الأطفال يخاطرون بحياتهم للحصول على الطعام

أوضحت اليونيسف أن الأطفال في غزة، بدلاً من الذهاب إلى مدارسهم، أصبحوا يخاطرون بحياتهم يوميًا في سبيل الحصول على القليل من الطعام، في مشهد يعكس حجم الانهيار الكامل في كافة مقومات الحياة بالقطاع. وشددت المنظمة الدولية على ضرورة السماح الفوري بإدخال مساعدات إنسانية كافية إلى غزة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح المدنيين، خصوصًا الأطفال.

ارتفاع عدد ضحايا المجاعة.. والأطفال في المقدمة

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم أن عدد الوفيات بسبب الجوع وسوء التغذية ارتفع إلى 147 حالة، بينهم 88 طفلًا، فيما أكد برنامج الأغذية العالمي أن ثلث سكان غزة لم يتناولوا الطعام منذ أيام.

من جهته، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن وفاة نحو 1200 مسن فلسطيني خلال الشهرين الأخيرين نتيجة سياسة التجويع وغياب الرعاية الطبية، مؤكدًا أن الأزمة الإنسانية في غزة بلغت مستوى الكارثة الكاملة.

مراكز توزيع "المساعدات" تتحول إلى مصائد موت

ووفق معطيات وزارة الصحة، استشهد أكثر من 1132 فلسطينيًا خلال محاولتهم الوصول إلى "المساعدات الغذائية" المزعومة، فيما أُصيب أكثر من 7521 آخرين، وأُبلغ عن أكثر من 45 مفقودًا، نتيجة استهداف إسرائيلي وأمريكي مباشر لمراكز توزيع الغذاء، والتي وصفها الفلسطينيون بأنها "مصائد موت".

اتفاق التهدئة متعطل وإغلاق كامل للمعابر

منذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل عرقلة تنفيذ اتفاق تهدئة مع حركة حماس يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل أسرى، مع إغلاق شامل لمعابر غزة، حيث تتكدس مئات شاحنات المساعدات الإنسانية على الحدود دون السماح بدخولها، ما فاقم المجاعة والانهيار الصحي والبيئي في القطاع.

إبادة جماعية مستمرة بدعم أمريكي

تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شملت القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.

وأسفرت الإبادة عن استشهاد وإصابة أكثر من 204 آلاف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين ومجاعة فتكت بأرواح الآلاف، لا سيما من الأطفال. كما تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية والمناطق السكنية، مما حول قطاع غزة إلى أرض محروقة بلا معالم.