الوضع الإنساني في غزة: أرقام صادمة

المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/7: جهود إنسانية مستمرة لدعم صمود الأهالي

profile
  • clock 18 أغسطس 2025, 5:28:04 م
  • eye 416
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
المستشفى الميداني الأردني ودوره المستقبلي

محمد خميس

في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة نتيجة العدوان المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل كوادر المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/7 تقديم خدماتها الطبية والعلاجية للجرحى والمصابين، لتكون جزءاً محورياً من الجهود الإنسانية التي تهدف إلى التخفيف من معاناة الأهالي ودعم صمودهم في وجه الظروف القاسية.

إنجازات طبية رغم التحديات

منذ بدء عمل المستشفى في 17 يوليو/تموز 2025، تمكنت الطواقم الطبية من التعامل مع 22,961 حالة مرضية، وأجرت 462 عملية جراحية كبرى وصغرى. هذه العمليات شملت معالجة الجروح والحروق المختلفة و استئصال الشظايا الناتجة عن القصف و جراحات الأعصاب والدماغ الدقيقة و التعامل مع الكسور المعقدة و جراحات الوجه والفكين والتجميل و جراحة الأوعية الدموية والشرايين.

هذه الأرقام تعكس حجم الجهود المبذولة في بيئة صحية شبه معدومة، حيث يفتقر القطاع إلى أبسط المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة لإنقاذ الأرواح.

تاريخ طويل من العطاء

لم تكن هذه المرة الأولى التي يقدم فيها الأردن دعماً إنسانياً مباشراً لسكان غزة. فمنذ افتتاح المستشفى الميداني الأردني في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تمكن من استقبال نحو 374,449 مراجعاً. هذا الرقم الضخم يجسد الدور الفاعل للمستشفى في تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين، وتقديم الرعاية الصحية المجانية في وقت يواجه فيه القطاع حصاراً خانقاً ونقصاً حاداً في الخدمات الأساسية.

أهمية المستشفى الميداني الأردني

وجود المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة يحمل أبعاداً إنسانية وسياسية كبيرة، حيث يمثل رسالة تضامن عربية مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب إبادة ممنهجة و دعم صمود الأهالي من خلال توفير الرعاية الطبية المجانية في ظل انعدام الخدمات و مساهمة في إنقاذ الأرواح عبر العمليات الجراحية المعقدة التي لا تتوافر في مستشفيات القطاع المنهكة و دعم المنظومة الصحية الفلسطينية التي تواجه ضغطاً هائلاً نتيجة استهداف الاحتلال للمستشفيات والبنية التحتية الصحية.

الوضع الإنساني في غزة: أرقام صادمة

يأتي عمل المستشفى الميداني الأردني في وقت تتفاقم فيه معاناة سكان غزة، حيث أسفر العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023 عن أكثر من 217 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء و 9 آلاف مفقود ما زال مصيرهم مجهولاً تحت الركام أو في أماكن غير معلومة و مئات آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف مأساوية داخل مخيمات مكتظة و هذه الأوضاع جعلت من أي جهد طبي أو إغاثي بمثابة شريان حياة للسكان المحاصرين.

تحديات العمل الإنساني في غزة

رغم ما يقدمه المستشفى الميداني الأردني من خدمات، إلا أن التحديات ما تزال كبيرة نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار و استهداف البنية التحتية الصحية بشكل متعمد من قبل قوات الاحتلال و الضغط الهائل على الكوادر الطبية بسبب ارتفاع أعداد الجرحى والمصابين يومياً و محدودية الموارد مقارنة بحجم الكارثة الإنسانية.

ومع ذلك، تواصل الطواقم الطبية الأردنية عملها بروح إنسانية عالية، لتؤكد أن التضامن العربي ليس مجرد شعارات، بل فعل على الأرض يترجم إلى خدمات ملموسة للأهالي.

المستشفى الميداني الأردني ودوره المستقبلي

من المتوقع أن يستمر المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة في تقديم خدماته خلال الفترة المقبلة، في ظل الحاجة الماسة إلى استمرار الدعم الطبي والإغاثي. كما يأمل السكان أن تتوسع الخدمات لتشمل برامج دعم نفسي واجتماعي خاصة للأطفال والنساء الذين يعانون من آثار الحرب المستمرة.

المجتمع الدولي ومسؤوليته

وجود المستشفى الأردني هو خطوة مهمة، لكنه يظل غير كافٍ مقارنة بحجم الكارثة. وهنا تتجدد الدعوة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في الضغط من أجل وقف العدوان ورفع الحصار و تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية و حماية الكوادر الطبية والإغاثية من الاستهداف و دعم جهود إعادة بناء المنظومة الصحية المدمرة في غزة.

إن استمرار عمل المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/7 يعكس عمق التضامن الإنساني العربي مع الشعب الفلسطيني، ويجسد التزاماً عملياً بدعم صمود الأهالي في وجه واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

ورغم التحديات الكبيرة، فإن هذه الجهود تبقى منارات أمل وسط الظلام، ورسالة واضحة بأن غزة ليست وحدها، وأن العمل الإنساني الحقيقي لا يعرف حدوداً ولا حواجز.

التعليقات (0)