تكبير الخط تصغير الخط

افتتاح جلسات محكمة العدل الدولية

افتتحت محكمة العدل الدولية يوم الإثنين جلسات استماع مخصصة لمراجعة التزامات دولة الاحتلال الإسرائيلي الإنسانية تجاه الفلسطينيين، وذلك بعد أكثر من خمسين يومًا من فرض حصار شامل على قطاع غزة. هذه الجلسات التي تستمر حتى 2 مايو 2025، تأتي في وقت يواجه فيه قطاع غزة أزمة إنسانية حادة بسبب الحرب المستمرة التي أسفرت عن آلاف الضحايا.

المسؤولية القانونية لإسرائيل: سلوك غير إنساني وانتهاك للقانون الدولي

في بداية الجلسات، أكد مستشار دولة فلسطين أمام محكمة العدل الدولية، البروفيسور آلان بيليه، أن "السلوك اللاإنساني والوحشي الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة لا يترك مجالًا للشك". وأشار إلى أن هذه الأفعال تشكل سلسلة من الانتهاكات القانونية التي تضع المسؤولية بشكل مشدد على عاتق إسرائيل. وأضاف بيليه أن هذه الانتهاكات تمتد لتشمل تبعات على الدول الأخرى والمنظمات الدولية التي تتواطأ أو تتغاضى عنها.

منع المساعدات الإنسانية: انتهاك للقانون الدولي

أشار بيليه إلى أن "إسرائيل" منعت بشكل مستمر وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الأمر الذي يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. هذا الحظر على المساعدات يعكس سياسة إسرائيلية تهدف إلى حرمان الفلسطينيين من حقهم في الحصول على الدعم الإنساني العاجل في ظل الوضع المتدهور في القطاع. كما طالب بضرورة أن ترفع إسرائيل جميع التدابير التي تعيق إيصال المساعدات سواء من قبل المنظمات الدولية أو الدول.

التعويض عن الأضرار الجماعية: حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير

وأكد مستشار فلسطين أن إسرائيل تتحمل مسؤولية دفع تعويضات عن الأضرار الجماعية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني بسبب سياسات الاحتلال. وقد تم تسليط الضوء على محنة سكان غزة الذين يعانون من تهجير مستمر وعزل القرى الفلسطينية، ما يؤدي إلى عدم إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إليهم. هذه الأفعال تتناقض مع حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير وتخالف بشكل صارخ القوانين الإنسانية الدولية.

مشاركة دولية واسعة في مرافعات محكمة العدل الدولية

وتستمر المحكمة في عقد جلسات استماع حتى 2 مايو 2025، حيث ستشارك 44 دولة و4 منظمات دولية في المرافعات أمام المحكمة. هذه المشاركة تعكس اهتمامًا دوليًا متزايدًا بالقضية الفلسطينية وتزيد من الضغط على "إسرائيل" لتتحمل مسؤوليتها القانونية والإنسانية تجاه الفلسطينيين.

العدوان الإسرائيلي المستمر: نتائج مأساوية في غزة

منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، أسفرت الحملة العسكرية على قطاع غزة عن مقتل أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود. وأكد تقرير الأمم المتحدة أن معظم الضحايا كانوا من الأطفال والنساء، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في القطاع.

ضرورة التحرك الدولي لحماية حقوق الفلسطينيين

إن محكمة العدل الدولية تمثل فرصة للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل من أجل احترام حقوق الفلسطينيين وتلبية التزاماتها الإنسانية. ومع استمرار الحرب في غزة، تبقى القضية الفلسطينية في قلب المعركة القانونية والسياسية على الساحة الدولية.