22 شهرًا من الإبادة ومجتمع دولي عاجز

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: المجاعة في غزة واقع قاتم ومراكز المساعدات تحولت إلى مصائد موت

profile
  • clock 20 يوليو 2025, 1:51:13 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

دعوة لمراقبة تفاهمات الاتحاد الأوروبي مع الاحتلال وتنفيذها ميدانيًا

طالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، يوم الأحد، الاتحاد الأوروبي، الذي أعلن مؤخرًا عن تفاهمات مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بخصوص تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، إلى مراقبة تنفيذ هذه التفاهمات ميدانيًا، محذرًا من أن فشل تنفيذها على الأرض يعمّق الكارثة ويُبقي الاتفاقات حبراً على ورق.

كارثة مؤكدة في ظل استمرار الحصار منذ مارس 2025

وأكد المركز أن سكان غزة على أعتاب كارثة إنسانية مؤكدة، وسط عجز كامل عن الاستجابة، نتيجة الحصار المشدد المفروض منذ 2 مارس 2025، مشيرًا إلى أن المجاعة باتت واقعًا ملموسًا يعيشه مليونا فلسطيني وسط القصف والدمار وانعدام الخدمات الأساسية.

22 شهرًا من الإبادة ومجتمع دولي عاجز

وصف المركز الوضع الإنساني في غزة بأنه "نتاج جريمة إبادة جماعية متواصلة منذ 22 شهرًا"، منتقدًا عجز المجتمع الدولي عن التحرك ووقف هذه الجريمة، أو حتى ضمان تدفق الغذاء والدواء، مما مكن سلطات الاحتلال من مواصلة جرائمها بلا رادع أو مساءلة.

تقرير أممي: نصف مليون في جوع كارثي وأكثر من 71 ألف طفل بسوء تغذية حاد

استند المركز إلى تقرير شبكة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الصادر في مايو 2025، والذي كشف أن قرابة 500,000 فلسطيني في غزة يواجهون جوعًا كارثيًا (المرحلة الخامسة)، وهي أعلى درجات انعدام الأمن الغذائي، بينما يُعاني كافة سكان القطاع من انعدام حاد بدرجات متفاوتة.

وبعد شهرين فقط من التقرير، تفاقم الوضع المعيشي بشكل خطير، حيث ارتفع عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد إلى أكثر من 71,000 طفل، بالإضافة إلى أكثر من 17,000 امرأة بحاجة إلى تدخل علاجي فوري، وسط انهيار شبه تام للقطاع الصحي.

مراكز المساعدات تتحول إلى مصائد قتل: 851 شهيدًا و5634 جريحًا

كشف المركز عن أن ما تسمى بـ**"مراكز توزيع المساعدات"**، التي بدأ العمل بها في 27 مايو 2025، تحولت من بوابات للنجاة إلى ساحات إعدام ميداني، حيث استشهد 851 فلسطينيًا وأُصيب أكثر من 5634 آخرين، جراء استهداف قوات الاحتلال لتجمعات المدنيين العُزّل المنتظرين للطعام.

استخدام المساعدات كفخ للقتل جريمة ضد الإنسانية

أكد المركز أن هذه الهجمات تتم في ظروف لا تشكّل فيها الحشود المدنية أي تهديد أمني، ما يجعلها امتدادًا مباشرًا لجريمة الإبادة الجماعية، محذرًا من أن استخدام الغذاء كسلاح يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، مطالبًا بوقف هذه الآلية فورًا.

الإفلات من العقاب تهديد أخلاقي عالمي

رأى المركز أن الإفلات من العقاب لم يعد مجرد خطر قانوني، بل أصبح تهديدًا وجوديًا لمنظومة القيم الإنسانية، معتبرًا أن صمت المجتمع الدولي وتقاعس منظومة العدالة الدولية يوفّران غطاء سياسيًا وقضائيًا لمواصلة المجازر.

دعوة الأمم المتحدة والجنائية الدولية للتحرك العاجل

طالب المركز الفلسطيني:

الأمم المتحدة، وخاصة المقرر الخاص بالحق في الغذاء، بإجراء تقييم ميداني شامل للوضع، وعدم الانتظار حتى إعلان غزة رسميًا منطقة مجاعة من الدرجة الخامسة.

المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق عاجل في جريمة التجويع كجريمة حرب، ومساءلة قادة الاحتلال على الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في القطاع.

غزة تختنق والمجتمع الدولي يتفرج

تحوّلت المساعدات الإنسانية في غزة إلى أدوات قتل مبرمج، وباتت المجاعة وسيلة عقاب جماعي ضمن مشروع سياسي إسرائيلي طويل الأمد لتفكيك المجتمع الفلسطيني. استمرار الصمت الدولي يشكّل شراكة فعلية في الجريمة، ويهدد ما تبقى من إنسانية في هذا العالم.

التعليقات (0)