تكبير الخط تصغير الخط

180 تحقيقات – خاص
اعتبر الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، أستاذ الإعلام والدعاية الدولية، في تصريح خاص لموقع "180 تحقيقات"، أن زيارة السفير الأميركي ستيف ويتكوف إلى قطاع غزة تُمثّل مناورة دعائية سياسية لا إنسانية، تفتقر إلى المضمون الحقيقي، وتأتي في سياق تجميل الجرائم الإسرائيلية بحق سكان القطاع، لا إنهائها.

جريمة تجويع ممنهجة تتنافى مع القانون الدولي

أوضح الدكتور الدليمي أن ما يحدث في قطاع غزة من تجويع المدنيين وحرمانهم من الغذاء والدواء يشكّل جريمة ممنهجة تدخل ضمن العقاب الجماعي المحظور دوليًا، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات تتعارض صراحةً مع اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني الذي يحرّم استهداف المدنيين.

خمسة دوافع محتملة للزيارة من منظور استراتيجي

1. امتصاص الغضب الدولي المتصاعد

يرى الدكتور الدليمي أن الزيارة قد تكون مجرد حركة شكلية لامتصاص الضغط الدولي الواقع على إسرائيل والولايات المتحدة بسبب تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، دون نية فعلية لتغيير السياسات أو إنهاء الحصار.

2. تمهيد لترتيبات إنسانية مشروطة

يشير إلى احتمال أن الزيارة تُمهّد لهدنة أو مساعدات مشروطة، تُربط بصفقات سياسية، كما جرى في مراحل سابقة، خصوصًا خلال الترويج لـ"صفقة القرن".

3. إعادة تدوير مشاريع التطبيع

قد تسعى الزيارة، حسب الدليمي، إلى فرض رؤى اقتصادية تطبيعية تُربط بنزع سلاح المقاومة، كجزء من محاولة لفصل الواقع الإنساني عن جوهر الصراع السياسي.

4. صناعة بدائل سياسية داخل غزة

أشار إلى احتمال وجود أجندة لإضعاف الفاعلين السياسيين المحليين في غزة عبر بوابة المساعدات الإنسانية، واختبار قنوات بديلة للتفاوض في حال فشل سياسة الحصار والعقوبات.

5. أبعاد استخباراتية ودعائية

وأكد الدليمي أن الزيارات في مناطق النزاع غالبًا ما تحمل طابعًا استخباراتيًا، سواء من حيث مراقبة الواقع الميداني أو فرض سرديات إعلامية أحادية الجانب عبر أدوات العلاقات العامة.

مناورة سياسية لا تهدف إلى رفع الحصار

واختتم الدكتور عبدالرزاق الدليمي تصريحه بالتأكيد على أن زيارة ويتكوف "لن يكون لها أي أثر ما لم تُقرن بموقف واضح ضد الجرائم الإسرائيلية وتؤدي إلى تحرك دولي جاد لرفع الحصار عن غزة". وإلا فإنها تبقى، بحسب وصفه، مناورة سياسية لا إنسانية تهدف إلى إدارة الجريمة لا إيقافها.