تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، اليوم الأربعاء، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ حزامًا ناريًا كثيفًا في مدينة غزة، مما أدى إلى شلّ حركة طواقم الإنقاذ ومنعهم من الوصول إلى العالقين تحت الأنقاض في المناطق المستهدفة، في ظل تصعيد عدواني متواصل منذ أكثر من تسعة أشهر.

منع التنسيق وتهديد حياة المدنيين

وأوضح بصل أن الاحتلال يرفض منذ 12 يومًا الاستجابة لأي محاولات للتنسيق لفتح ممرات آمنة تتيح للدفاع المدني تنفيذ عمليات الإنقاذ، معتبرًا أن هذا التعطيل المتعمّد يشكل خطرًا مباشرًا على حياة مئات المدنيين المحاصرين داخل الأبنية المدمرة.

وأشار إلى أن غياب التنسيق الإنساني يعمّق الكارثة ويكشف عن نية إسرائيلية واضحة في استهداف جهود الإنقاذ وعرقلتها بشكل ممنهج، ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

استهداف مباشر لمعدات الإنقاذ

وفي تصعيد خطير، أضاف المتحدث أن قوات الاحتلال دمرت عددًا من آليات الدفاع المدني خلال هجماتها الأخيرة، مما أدى إلى شل حركة الإنقاذ في مناطق واسعة، وأضعف قدرة الطواقم على التدخل السريع لإجلاء المصابين أو انتشال الجثامين من تحت الركام.

وتابع: "نعمل بإمكانات محدودة للغاية، وفي ظروف ميدانية بالغة الخطورة، وسط تصعيد متعمّد يستهدف حتى الجهات الإنسانية والإغاثية".

كارثة إنسانية تتفاقم

تعكس هذه التطورات حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، لا سيما في ظل استمرار الحصار، وتدمير البنية التحتية، واستهداف الطواقم الطبية والدفاع المدني.
ويؤكد العاملون في المجال الإنساني أن تعطيل عمليات الإنقاذ يُفاقم من معاناة المدنيين، ويزيد عدد الضحايا الذين يُمكن إنقاذهم في حال توفير ممرات إنسانية آمنة.

الإبادة الجماعية مستمرة: أرقام مرعبة

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدعم أمريكي مطلق، تواصل قوات الاحتلال ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، أدت إلى:

نحو 195 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء

أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض أو في ظروف مجهولة

مئات آلاف النازحين

مجاعة شديدة وأوضاع صحية متدهورة في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الطبية

الدفاع المدني في خطر... والمجتمع الدولي مطالب بالتحرك

في ظل الاستهداف المباشر لفرق الإنقاذ وتعطيل جهود الدفاع المدني، تحذر الجهات الفلسطينية من أن الاحتلال يرتكب جريمة مزدوجة: فهو لا يكتفي بقصف المدنيين، بل يمنع إنقاذهم أيضًا.
وما لم يتحرك المجتمع الدولي فورًا لإجبار إسرائيل على فتح ممرات إنسانية آمنة، فإن عدد الضحايا مرشح للارتفاع بشكل مروّع.