تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء صباح اليوم سلسلة من الغارات الجوية واسعة النطاق، وفق ما أفادت به القنوات الإسرائيلية ومراسلون محليون، في تصعيد لافت للأوضاع في اليمن واستهداف مباشر لقادة بارزين في جماعة الحوثي.

تصعيد عسكري غير مسبوق في اليمن

أعلنت القناة 14 الإسرائيلية عن تنفيذ ضربات كبيرة وواسعة النطاق داخل الأراضي اليمنية، مع تركز العمليات في العاصمة صنعاء ومناطق جبلية استراتيجية. ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، فإن الهجوم الاستثنائي يأتي في إطار محاولة استهداف قيادات الحوثيين البارزين.

في الوقت نفسه، أكد مراسل الجزيرة وقوع 10 انفجارات متتالية هزت العاصمة صنعاء، ما يشير إلى شدة العملية العسكرية وتكثيف الضربات الجوية، وهو ما يضع السكان المدنيين أمام مخاطر حقيقية على حياتهم وممتلكاتهم.

مشاركة سلاح البحرية الإسرائيلي

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن سلاح البحرية الإسرائيلي شارك في الهجمات على اليمن، ما يعكس تنسيقاً عالي المستوى بين مختلف أفرع الجيش الإسرائيلي، واستهدافاً دقيقاً للبنية التحتية والمواقع العسكرية المرتبطة بـجماعة الحوثي.

وتشير التقارير إلى أن الضربات لم تقتصر على المناطق الأرضية فقط، بل استهدفت مواقع استراتيجية في الضواحي الغربية لصنعاء، بما في ذلك جبل عطان، الذي يعد مركزاً محورياً للعمليات العسكرية للحوثيين.

أهداف الهجمات: قادة الحوثي والبنية التحتية

أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن العملية تهدف إلى استهداف قيادات كبيرة داخل جماعة الحوثي، بالإضافة إلى تدمير قدرات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تستخدمها الجماعة ضد المناطق الإسرائيلية والسعودية.

وتضيف المصادر أن الهجمات تأتي في إطار استراتيجية إسرائيلية متقدمة لضرب الحوثيين على الأراضي اليمنية قبل أن تتسع تهديداتهم الإقليمية، خاصة مع التصعيد الأخير في الصراع بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي.

تأثير الضربات على المدنيين

رغم تركيز الهجمات على الأهداف العسكرية، إلا أن المدنيين في صنعاء والمناطق المجاورة يعيشون توترات كبيرة وخطر مباشر على حياتهم. وأكد مراسل الجزيرة أن انفجارات متعددة أصابت مناطق سكنية، ما أدى إلى هلع واسع بين السكان وخروجهم من منازلهم في محاولة للنجاة.

ويشير خبراء الأمن إلى أن مثل هذه العمليات العسكرية المعقدة تشكل تهديداً إنسانياً جسيماً، مع إمكانية تفاقم أزمة النزوح الداخلي في العاصمة اليمنية.

السياق الإقليمي والدولي

يأتي هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي في اليمن في وقت تشهد فيه المنطقة توترات إقليمية متزايدة، خاصة في ضوء الصراع المستمر بين الحوثيين والتحالف العربي بقيادة السعودية.

ويتابع المجتمع الدولي هذه التطورات عن كثب، حيث دعت بعض الدول والمنظمات الإنسانية إلى الالتزام بالقوانين الدولية وحماية المدنيين، فيما تحذر التحليلات العسكرية من اتساع نطاق العمليات الجوية الإسرائيلية على اليمن.

التحركات المستقبلية

من المتوقع أن تستمر الضربات الإسرائيلية على مواقع الحوثيين في اليمن، خاصة مع وجود معلومات عن تحركات قيادية للحوثيين في صنعاء والمناطق المحيطة بها.

كما أن هناك ترقباً لتداعيات هذه الضربات على الاستقرار الأمني في اليمن والمنطقة، خاصة إذا ما ارتفع مستوى الرد العسكري من الحوثيين تجاه التحالف العربي أو إسرائيل مباشرة.