تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

قرار استيطاني جديد يستهدف قلب البلدة القديمة

أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤخرًا، قرارًا خطيرًا بالاستيلاء على عقارات فلسطينية في حي باب السلسلة، أحد أبرز المداخل المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك، في تصعيد جديد يعكس النية المعلنة لتهويد البلدة القديمة في القدس المحتلة وفرض وقائع استعمارية على الأرض.

القرار صدر عن وزير "القدس والتراث" في حكومة الاحتلال مئير بروش، قبيل استقالته، ويشمل منازل ومحال تجارية فلسطينية تقع مباشرة على طريق باب السلسلة، دون الكشف عن تفاصيل الأعداد أو أسماء المالكين.

تبريرات أيديولوجية ومحاولة إرضاء المتطرفين

برر بروش قراره بالاستناد إلى ما أسماه "عودة البلدة القديمة إلى شعب إسرائيل عام 1967"، زاعمًا أن ممتلكات ما يُعرف بـ"الحي اليهودي" خُصّصت لصالح شركة حكومية إسرائيلية لإعادة تأهيله. ووفقًا لمصادر عبرية، فإن توقيت القرار جاء لترضية جمهور اليمين الديني المتطرف، في ظل الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن قانون التجنيد، ما يجعل القرار سياسيًا بامتياز.

محافظة القدس: تهويد متسارع وتهجير ممنهج

أدانت محافظة القدس القرار، واعتبرته خطوة استيطانية خطيرة تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين الأصليين من محيط المسجد الأقصى، وتحويل طريق باب السلسلة إلى ممر استيطاني مغلق، يخدم فقط اقتحامات المستوطنين، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للوجود الإسلامي والمسيحي في البلدة القديمة.

وأكدت أن العقارات المستهدفة تقع ضمن ملكية فلسطينية تاريخية تعود لعصور أيوبية ومملوكية وعثمانية، ولا يمكن فصل هذا القرار عن سياسات التهويد المتسارعة التي تشمل:

التوسع الاستيطاني في قلب القدس

مشروع قطار الاحتلال الذي يخترق الأحياء المقدسية

مخططات تسجيل الأراضي وتحويلها لـ"أملاك دولة"

الحي اليهودي: من خمسة دونمات إلى 130 دونمًا على حساب المقدسيين

أوضحت المحافظة أن ما يُعرف بـ"الحي اليهودي" أُقيم على أراضٍ فلسطينية استولى عليها الاحتلال بعد عام 1968، حيث كان لا يتجاوز مساحته خمسة دونمات قبل النكبة، إلا أنه توسّع لاحقًا ليصل إلى نحو 130 دونمًا، معظمها سُلبت من عائلات مقدسية معروفة مثل:

النمري

غنيم

البشيتي

الجاعوني

العلم

شرف

برقان

كما حذّرت من أن الحديث عن الاستيلاء على 20 عقارًا حاليًا يُمهّد لمرحلة أوسع من السيطرة والتهجير، ضمن مخطط إسرائيلي لربط "الحي اليهودي" بالبؤر الاستيطانية المجاورة، ما يعني تغييرًا ديموغرافيًا وهوية تاريخية كاملة للبلدة القديمة.

 القدس في عين الاستهداف والعقارات الفلسطينية مهددة بالتهويد الكامل

يشكل قرار الاستيلاء الجديد على عقارات باب السلسلة حلقة خطيرة في مشروع التهويد الشامل الذي تقوده سلطات الاحتلال في القدس، مستهدفة الوجود الفلسطيني الحضاري والديني والتاريخي في قلب المدينة، ومستخدمة في ذلك أدوات سياسية وقانونية زائفة، وغطاء دوليًا من الصمت والتواطؤ.