-
℃ 11 تركيا
-
11 أغسطس 2025
الإفراج عن الأسير مهدي عاصي بعد 20 عاماً في سجون الاحتلال
الأبعاد الإنسانية لقضية الأسرى
الإفراج عن الأسير مهدي عاصي بعد 20 عاماً في سجون الاحتلال
-
11 أغسطس 2025, 2:28:46 م
-
410
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الأسير مهدي عاصي
محمد خميس
أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الاثنين، عن الإفراج عن الأسير الفلسطيني مهدي عاصي من نابلس، الذي قضى في سجون الاحتلال ما يقارب 20 عاماً. تأتي هذه الخطوة في سياق ملف الأسرى الفلسطينيين الذي يشكل قضية إنسانية وقانونية حاسمة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. تعكس قصة الأسير عاصي المأساة الشخصية والاجتماعية التي يواجهها الأسرى وعائلاتهم بسبب الاعتقالات السياسية.
اعتقال طويل ومراحل متعددة
تم اعتقال مهدي عاصي لأول مرة عام 2002، في فترة كانت تشهد تصاعداً في الاعتقالات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية. خلال فترة اعتقاله الأولى، تعرضت عائلته لمآسي كبيرة، حيث استشهد شقيقه محمد عاصي، الأمر الذي ترك أثراً نفسياً عميقاً عليه وعلى عائلته.
وفي عام 2011، تم الإفراج عن مهدي ضمن صفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم "وفاء الأحرار"، والتي كانت من أبرز صفقات التبادل بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية. هذه الصفقة أفرجت عن عدد كبير من الأسرى مقابل تحرير جندي إسرائيلي محتجز لدى المقاومة.
الاعتقال الثاني وتعرضه للتعذيب
لم تكن الحرية طويلة للأسير مهدي عاصي، حيث أعيد اعتقاله عام 2014 في عملية نفذتها قوات إسرائيلية خاصة. خلال عملية الاعتقال الثانية، تعرض مهدي لتعذيب وحشي شمل ضرباً مبرحاً تسبب في كسر أسنانه، مما يدل على مدى الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون داخل السجون.
بالإضافة إلى ذلك، أُعيد تفعيل ما تبقى من حكمه السابق، الأمر الذي قضى به سنوات إضافية في الأسر حتى أفرج عنه اليوم، مما يعكس سياسة الاحتلال الإسرائيلية التي تفرض عقوبات متجددة على الأسرى لمنع تحررهم.
فقدان الأحبة وحرمان الوداع
خلال فترة اعتقاله الثانية، عانى مهدي من فقدان والديه، حيث حرمه الاحتلال من فرصة توديعهم، وهو ما يزيد من معاناة الأسرى الذين يبتعدون عن أحبائهم لأعوام طويلة وسط ظروف اعتقال قاسية. هذا الحرمان النفسي هو جزء من القهر الذي يعيشه الأسرى الفلسطينيون، ما يضيف إلى أعبائهم معاناة لا تقل عن المعاناة الجسدية.
الأبعاد الإنسانية لقضية الأسرى
قضية الأسرى الفلسطينيين تعد من أكثر القضايا الإنسانية حساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يواجه الأسرى ظروفاً صعبة داخل السجون، تشمل الاعتقالات الإدارية، والحرمان من الحقوق الأساسية، والتعذيب، وسوء المعاملة. ويعتبر الإفراج عن الأسرى مناسبة مهمة تبرز الأمل في انتهاج مسارات سلام أو تخفيف للمعاناة، لكنها أيضاً تذكر بالمعاناة المستمرة لكثيرين ما زالوا يقبعون في الأسر.
الدعم الشعبي والرسمية
تلقى الإفراج عن مهدي عاصي ترحيباً واسعاً من قبل المؤسسات الرسمية والفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى الدعم الشعبي في نابلس ومناطق الضفة الغربية، حيث ينظر إلى الأسرى كأبطال صامدين في وجه الاحتلال. وتؤكد الفصائل الفلسطينية على أن قضية الأسرى تبقى أولوية وطنية يجب أن تظل حاضرة في المفاوضات والجهود الدولية.
أهمية تسليط الضوء الإعلامي
يلعب المكتب الإعلامي للأسرى دوراً محورياً في نقل أخبار الأسرى والضغط على الاحتلال من خلال تسليط الضوء على حالات الاعتقال والظروف الإنسانية للأسرى. إن التغطية الإعلامية المكثفة تساهم في تعزيز التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى.








