تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

وصف الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنتوني بيلانجر، الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق الصحفيين في قطاع غزة بأنها "مجزرة أخرى"، مؤكداً أن هذه الانتهاكات لا تأتي من فراغ، بل تمثل سياسة ممنهجة تهدف إلى استهداف الإعلاميين عمداً لإخفاء الحقيقة ومنع نقل ما يجري على الأرض للعالم.

غزة.. أخطر مكان للإعلاميين في العالم

أشار بيلانجر في تصريحات صحفية اليوم الاثنين إلى أن قطاع غزة أصبح أخطر منطقة في العالم على الصحفيين والإعلاميين، حيث قُتل أكثر من 200 صحفي منذ بداية العدوان الإسرائيلي، مما يشكل صدمة كبيرة للمجتمع الإعلامي الدولي. ويعبر بيلانجر عن غضبه الشديد إزاء استمرار الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ مجازر تستهدف الصحفيين بشكل متعمد، رغم إدراكهم التام لدور الإعلاميين في نقل الحقيقة.

اتهامات باطلة لتبرير القتل

أوضح الأمين العام أن الحكومة والجيش الإسرائيلي يسعيان لتبرير قتل الصحفيين عبر اتهامهم زوراً بأنهم "إرهابيون"، في محاولة لتغطية جرائمهم وإخفاء الحقيقة عن العالم. وأكد أن الصحفيين الذين تم استهدافهم كانوا يؤدون عملهم المهني بحرفية وموضوعية عالية، وأن قتلهم يمثل جريمة ضد حرية الصحافة وحق الشعوب في المعرفة.

منع وصول المعلومات الحقيقية

وأشار بيلانجر إلى أن استهداف الإعلاميين ليس مجرد حادث عشوائي، بل جزء من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى منع وصول المعلومات الحقيقية إلى الرأي العام الدولي. وقال إن هذا الاستهداف يهدف إلى فرض "صمت القتل" على غزة، وإخفاء حجم المجازر والدمار الذي يتعرض له المدنيون.

دعوة لاتفاقية دولية عاجلة لحماية الصحفيين

دعا الأمين العام الاتحاد الدولي للصحفيين إلى الإسراع في إبرام اتفاقية دولية تحمي الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام من الاستهداف والقتل المباشر. وأكد أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات جدية وملموسة لوقف هذا النزيف الحاصل بحق الإعلاميين، الذين يُعدون خط الدفاع الأول أمام تمويه الحقيقة وطمسها.

عجز المنظومة الدولية

انتقد بيلانجر ما وصفه بـ"عجز المنظومة الدولية" عن التصدي بفعالية لهذه الجرائم الممنهجة، داعياً الجمعية العامة للأمم المتحدة والدول الأعضاء إلى رفع الصوت عالياً وإدانة هذه الانتهاكات، والسماح لوسائل الإعلام الدولية بالدخول إلى قطاع غزة لتوثيق الحرب ومجازر الاحتلال بحق المدنيين.

منع الصحفيين من الدخول إلى غزة.. سياسة لتغطية الجرائم

حذّر الأمين العام من أن منع الصحفيين من الوصول إلى غزة يهدف إلى طمس حجم الجرائم المرتكبة، وممارسة الرقابة العسكرية على المعلومات التي تصل إلى العالم. وشدد على أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يكون صامتاً حيال هذه الممارسات، ويجب أن يتحرك بسرعة لحماية الصحفيين ووقف انتهاكات حرية الإعلام.

استمرار الضغط من أجل قانون دولي فعال

أكد بيلانجر أن الاتحاد الدولي للصحفيين، بالتعاون مع الاتحادات الإعلامية المماثلة، سيواصل الضغط من أجل إقرار قانون دولي فعال يحمي الصحفيين من الاستهداف والقتل، داعياً جميع الأطراف في النزاعات المسلحة إلى احترام هذا القانون الدولي وضمان سلامة الإعلاميين في كل أنحاء العالم.

مأساة فقدان الصحفيين في غزة

وفي مشهد مؤلم، شيّعت جماهير فلسطينية في مدينة غزة صباح الاثنين جثامين ستة صحفيين اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي بقصف مباشر استهدف خيمتهم أمام بوابة مجمع الشفاء الطبي مساء الأحد. وكان من بين الشهداء أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإبراهيم ظاهر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، ومحمد الخالدي، الذين ودعهم زملاؤهم في موكب جنائزي مهيب.

تزايد أعداد شهداء الصحافة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن عدد الشهداء الصحفيين ارتفع إلى 238 منذ بداية حرب الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. هذه الأرقام تعكس حجم الخسائر البشرية التي تكبدها الإعلام الفلسطيني خلال هذه الحرب.

إبادة جماعية مستمرة وخرق للقانون الدولي

ترتكب "إسرائيل" بدعم أميركي إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية. وقد خلفت هذه الإبادة أكثر من 214 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعانون من الجوع والدمار الشامل.

أهمية حماية الإعلاميين كجزء من حقوق الإنسان

يحذر الاتحاد الدولي للصحفيين من أن استهداف الإعلاميين لا يضر فقط بحرية الصحافة، بل يهدد الحق الأساسي في الوصول إلى الحقيقة، ويعزز ثقافة الإفلات من العقاب في مناطق النزاع. ولهذا السبب، فإن حماية الصحفيين تمثل أولوية ملحة للمنظمات الدولية والحكومات على حد سواء.