-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
اتهامات فلسطينية مباشرة لإسرائيل بخلق الفوضى وتعمد تجويع السكان
استهداف متعمد لنقاط توزيع المساعدات
اتهامات فلسطينية مباشرة لإسرائيل بخلق الفوضى وتعمد تجويع السكان
-
29 يوليو 2025, 3:33:09 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في الوقت الذي تحاول فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي التهرب من مسؤوليتها عن المجاعة الكارثية التي تضرب قطاع غزة منذ أشهر، يؤكد مسؤولون فلسطينيون ومحللون سياسيون أن الاحتلال يتعمد هندسة الجوع ونشر الفوضى الخلاقة لتحقيق أهداف استراتيجية.
قال إسماعيل الثوابتة، مدير "المكتب الإعلامي الحكومي" في غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي يكرّس حالة فوضى ممنهجة حول شاحنات المساعدات، تؤدي إلى نهبها وسرقتها، وتمنع وصول الغذاء إلى مستحقيه. وأوضح في تصريحات صحفية" أن الإنزال الجوي المحدود للمساعدات لم يتجاوز حمولة نصف شاحنة، وسقط في مناطق قتال حمراء، لا يمكن للمدنيين الوصول إليها، ما يجعلها عديمة الجدوى فعليًا.
استهداف متعمد لنقاط توزيع المساعدات
وأكد الثوابتة أن قوات الاحتلال ترتكب مجازر يومية ضد المدنيين الفلسطينيين الذين يحاولون الحصول على المساعدات، مشيرًا إلى أن أكثر من ألف فلسطيني استشهدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى شاحنات الإغاثة. وأضاف أن الاحتلال يتعمد قتل عناصر التأمين التابعين للعشائر والعائلات، ثم يسمح بإدخال الشاحنات لتقع في أيدي عصابات مدعومة بالطائرات المسيرة والرصاص الحي.
الاحتلال يدير الأزمة ويستخدم "الفوضى الخلاقة" كأداة حرب
ووصف الثوابتة ما يجري بأنه "نموذج واضح وممنهج" على أن إسرائيل تسعى بوعي إلى إدارة الأزمة الإنسانية من خلال نشر الفوضى الخلاقة، وحرمان الناس من حقهم في المساعدات، في جريمة مستمرة ضد المدنيين.
كما حمّل المسؤول الفلسطيني الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الإبادة والتجويع المتعمد، داعيًا إلى تدخل دولي عاجل وآلية أممية شفافة لتوزيع المساعدات.
الفوضى تخدم أهداف الاحتلال بإطالة أمد الحرب
من جانبه، أكد المحلل السياسي إياد حمدان أن ما تشهده غزة من فوضى في إيصال المساعدات هو جزء من خطة إسرائيلية أوسع تهدف إلى إرباك الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإضعاف الروح المعنوية، وزيادة فقدان الثقة والأمل بين السكان.
وقال حمدان لـ"قدس برس": "ما يجري يؤكد وجود خطة إسرائيلية محكمة تقوم على استخدام ما يسمى الفوضى الخلاقة كأداة لهندسة المجاعة"، مضيفًا أن بعض الأشخاص يستغلون هذا الوضع لتكوين ثروات على حساب دماء أبناء شعبهم.
قوافل مساعدات غير كافية والحل بعيد المنال
وأشار حمدان إلى أن ندرة المساعدات واستمرار الفوضى تمنع أي إمكانية لتأمين حاجات السكان، قائلاً: "حتى لو دخلت جميع قوافل المساعدات وتم تأمينها بشكل كامل، فهي لا تكفي لتلبية احتياجات كل المواطنين."
كما انتقد ضعف التنسيق بين القيادة والشعب، و"عدم الفهم الكامل لخطط الاحتلال الخبيثة"، ما أدى إلى اتساع دائرة الفوضى وسهولة تحقيق أهداف الاحتلال.
حصيلة كارثية لحرب الإبادة في غزة
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة شاملة على قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتهجير والتدمير المنهجي، متجاهلة جميع النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.
وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مجاعة واسعة النطاق، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين، وتدمير ممنهج للبنية التحتية.









